العالم اليوم يمر بمخاض عسير، الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالدول الغربية من جهة، ومن جهة أخرى ما يسمى ب«الربيع العربي" الذي استغلته المخابر الصهيو أمريكية وركبت موجته، وأصبحت تقوده كيفما تشاء، بدعم من بعض الدول العربية. فبعد أن أسقط العراق، تهاوت أنظمة دول عربية كأحجار الدومينو، من تونس إلى ليبيا ثم مصر واليمن، واليوم تسعى أمريكا وحلفاؤها من الدول الغربية وبعض الأنظمة العربية إلى إسقاط الدولة السورية، إلا أنها تلقت معارضة شرسة من روسيا والصين وإيران. هذا المخاض يمهد لولادة نظام عالمي جديد، يقول عنه المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش "من الواضح تماما أن الوضع السوري مرتبط بأسس النظام العالمي المستقبلي، وكيفية تسوية الوضع في سوريا ستحدد إلى حد كبير كيف سيكون هيكل نظام الأمن الدولي الجديد". وما إصرار روسيا والصين على رفض أي تدخل خارجي ضد سيادة الدولة السورية إلى جانب إيران ومجموعة دول "البريكس" إلا دليل على أن عهد الأحادية القطبية آيل إلى زوال، وسيسترجع العالم توازنه الأمني انطلاقا من مبادئ ميثاق الأممالمتحدة التي تنص على الاحترام الكامل لسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. ومن سوء حظ الدولة السورية أن تكون حلبة لصراع بين قوى عظمى آيلة إلى الاندثار، وأخرى تتعاظم وتنمو بقوة.