يلاحظ خلال شهر رمضان أن هناك بعضا من الموظفين في عدد من المؤسسات، خاصة الخدماتية منها، يتقاعسون ويتباطأون في أداء عملهم وإنجاز المعاملات، متخذين من الصيام حجة في ذلك، بل ويتعدى الأمر حد تقلب “أمزجة” بعض الإدارات والمؤسسات خلال شهر الصيام، فلا تكاد ترى فيها وجها مبتسما، على حد تعبير أحدهم، في الوقت الذي قد يعاني فيه بعض المواطنين في سبيل إنهاء معاملاتهم واستخراج وثائقهم خلال هذا الشهر الفضيل، هناك من يؤجل ذلك إلى ما بعد رمضان.. يعاب على بعض العاملين في الإدارات الكسل والخمول طيلة شهر رمضان، وهو ما يسيء إلى الإدارة وإلى المواطن الذي قد يهدر أوقات طويلة في سبيل استخراج وثائق أو إنهاء معاملات، في الوقت الذي ينتقد فيه المواطنون عدم التزام الموظفين في عدد من المؤسسات بالدوام الرسمي، كون بعضهم يذهب لعمله متأخرا أو أن يغادره مبكرا. يعتبر الموظفون أنه ما من شيء يرضي المواطنين، فهم دائما يتذمرون ويشتكون، مؤكدين بالمقابل أنهم يؤدون عملهم على أكمل وجه ولكن المواطنين لا يصبرون.. تعطيل مصالح الناس.. اعترف لنا شاب، تاجر ملابس جاهزة، أن رمضان في السنوات الأخيرة قد فقد جوهره بسبب الممارسات الخاطئة التي ألصقت به، ومنها التأفف، العصبية، النرفزة، عدم إتقان العمل وإنجازه كاملا. ويقول مواطن آخر؛ إنه لاحظ التباطؤ في عمل الموظفين في شهر رمضان، خاصة بمصالح الحالة المدنية في بعض البلديات التي تسجل توافدا يوميا على مصالحها لاستخراج مختلف الوثائق الشخصية الرسمية، ويتحدث عن تجربة شخصية له، حيث إنه ذهب في أحد أيام شهر رمضان لاستخراج وثائق الحالة المدنية لتجديد بطاقة تعريفه الوطنية، ولكنه تفاجأ بعون الشباك يطلب منه العودة في صباح اليوم الموالي عند الثامنة والنصف، لأنهم أوقفوا استلام الطلبات على مستخرج شهادة الميلاد الأصلية، وتساءل المتحدث؛ أيعقل أن يتم إيقاف استلام الطلبات عند العاشرة صباحا، ولا يزال هناك حوالي ست ساعات على انتهاء الدوام الوظيفي. وطالب الشاب من المسؤولين تشديد الرقابة على الموظفين في شهر رمضان الذي يجد فيه البعض حجة لتباطؤ العمل وتعليق مصالح الناس. من جهته، لا ينكر رب أسرة استوقفته “المساء” بالنفق الجامعي، وجود ظاهرة التباطؤ في عمل المؤسسات، خاصة الخدماتية منها؛ كمراكز البريد خلال شهر رمضان، حيث يُجهد الموظفون من الصوم، فضلا عن السهر إلى ساعة متأخرة من الليل، فالناس بمجتمعنا قد اعتادوا أن تكون وتيرة العمل خلال رمضان أخف مما كانت عليه باقي أيام السنة، وحجتهم غير المقبولة هي الصوم.. كلنا صيام والصوم لا يثنينا عن تأدية مصالحنا، يقول المتحدث، ويواصل: إنه لو يطلب من ذات الموظف النزول للأسواق لشراء مستلزمات الإفطار تجده في استعداد تام، لافتا إلى أن عدم أداء الواجب يكسب الموظفين والعمال بوجه عام سيئات في شهر يُسارع فيه للخيرات. ويرى أن الحل لهذه المشكلة يكمن في وجود رقابة ذاتية من الشخص نفسه، لأن رقابة المسؤولين لا تكفي إذا كان ضمير الفرد ميتا. تذمر المواطن سببه نفاذ صبره بالمقابل، يرفض بعض عمال الإدارة ما يلحق بهم خلال رمضان من تقاعس وخمول وغيره، ويوضحون وجود مواطنين عصبيين إلى درجة كبيرة يستحيل معها إقناعهم بوجوب إحضار وثائق أخرى إذا تعلق الأمر بملفات رسمية، أو المصادقة على الوثائق طبق الأصل أولا وغيرها. كما أن رمضان قد تزامن هذه السنة مع مواسم العطل، والكثير من الموظفين في الدوائر ومصالح الحالة البلدية والبريد كانوا غائبين، مما يبطئ سير العمل عن المعتاد، لذلك فإن الموظف عون الشباك بهذه المصلحة أو تلك، كثيرا ما يكون الضحية لسماع أقبح الأوصاف أو القذف أو الشتم حتى في رمضان، يقول عون أمن بإحدى الدوائر. من جانب آخر، يقول موظف فضّل عدم الكشف عن اسمه، ويعمل في مركز بريدي، إنه ما من شيء يرضي المواطنين، فهم دائما يتذمرون ويشتكون من تباطؤ العمل. ويعتبر أن الموظفين في المؤسسات الحكومية يقومون بواجبهم على أكمل وجه، ولكن ليس عند المواطنين استعداد للصبر، ويريدون إنجاز معاملاتهم في نفس اللحظة التي يدخلون فيها. وفي الوقت عينه، يرفض بشكل قطعي ما يقال من أن بعض الموظفين يتخذون من الصيام حجة للتباطؤ في عملهم، لافتا إلى أن الموظفين عادة ما يكونون مضغوطين وسط كمّ هائل من المعاملات، ثم يتقدم أحدهم متأخرا ويريد إنجاز معاملته في نفس اليوم، وهذا مستحيل.