جددت الأمينة العامة لحزب العمال، السيدة الويزة حنون، دعوتها رئيس الجمهورية للاسراع في تعديل الدستور وتشكيل الجهاز التنفيذي الجديد باعتبار ذلك أولوية الاصلاحات السياسية التي تم الاعلان عنها، داعية إلى مزيد من الضمانات التي من شأنها تشجيع الأحزاب السياسية والهيئة الناخبة على خوض غمار محليات 29 نوفمبر القادم. وأكدت السيدة حنون في تقريرها الافتتاحي خلال اجتماع اطارات حزبها في ولاية العاصمة الذي جرى بمكتبة الأخوة بركات، بلفور بالحراش، أهمية التعجيل في تجسيد أهم إجراءات الاصلاحات السياسية المقررة من قبل رئيس الجمهورية المتمثلة في مراجعة الدستور بما يضمن المكاسب السياسية الجديدة واعطاء ضمانات أكثر شفافية ومصداقية للتشكيلات السياسية التي ستشارك في الانتخابات المحلية القادمة. وأوضحت أن الوقت تأخر كثيرا بخصوص الاعلان عن تشكيل الطاقم الحكومي الجديد ما انعكس سبلبا على أداء بعض القطاعات الوزارية لاسيما الحساسة منها، مشددة على ضرورة الاسراع في تدارك الوضع لضمان دخول اجتماعي هادئ. ودعت السيدة حنون إلى وجوب انهاء تسيير القطاعات الوزارية عن طريق النيابة ما اعتبرته أمرا ساهم في تراجع أداء بعض القطاعات على غرار التعليم العالي، مستغربة التأخر الكبير عن الاعلان عن الحكومة الجديدة رغم مرور 3 أشهر كاملة عن الانتخابات التشريعية للعاشر ماي الماضي. ومن جهة أخرى، اقترحت الأمينة العامة لحزب العمال تطهير السجل الانتخابي وتحييد القضاة في الانتخابات المحلية القادمة. ووصفت المتحدثة البرلمان الحالي ب«الهش" وبأنه "يفتقد للشرعية القانونية" وأنه "لا يمكن لهذه الهيئة التي تضم زهاء 100 رجل أعمال بعيدين كل البعد عن حقل السياسة أن تسند لها مهمة تعديل الدستور وقانون المحروقات أو غيرها من القوانين الحساسة للبلاد". وشدّدت على أهمية الفصل بين قطاع المال والأعمال والسياسة في أداء العمل التشريعي تحت قبة البرلمان، معتبرة أن الخلط بين هاتين الوظيفتين شوّّه صورة البرلمان وأفرغه من دوره السياسي والقانوني الذي يتوجب أن يلعبه نوابه. وفي الشق الاجتماعي، انتقدت السيدة حنون لا مبالاة السلطات العمومية في تعاملها مع مخلفات التقلبات الجوية الأخيرة التي مسّت عدة ولايات من الوطن وتسببت في غلق عدة طرق وتهديم البيوت، مضيفة أن الجماعات المحلية في بعض المناطق تركت المواطنين يواجهون بمفردهم الأضرار والخسائر. كما رحّبت، من جهة أخرى، بمبادرة تطهير العاصمة من مختلف أشكال التجارة الفوضوية والموازية التي شوهت معظم الأحياء بها، داعية في مقابل ذلك إلى ضرورة احتواء هؤلاء الباعة وتأطير نشاطهم وتنظيمه من خلال تخصيص فضاءات تجارية ملائمة إلى جانب إعطائهم فرصة الانتفاع من مشروع 100 محل لكل بلدية التي (المحلات) لا تزال مغلقة لحد الأن في وجه مستحقيها رغم جاهزيتها. وعلى الصعيد الدولي، تطرقت حنون الى الوضع السياسي الراهن الذي تعرفه منطقة الشرق الأوسط ومنطقة الساحل على غرار الأزمة السورية والمالية، مؤكدة على ضرورة التكفل بلاجئي هذين البلدين. كما جّددت موقف الجزائر الراسخ والثابت المتعلق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ورفض أي مجال للتدخل الأجنبي في سيادتها الوطنية. وفي الأخير، ذكرت مسؤولة حزب العمال بتوصيات الجامعة الصيفية للحزب التي انتظمت بداية شهر أوت المنصرم بالبليدة، مشيرة الى نجاح أشغال هذه الجامعة التي عرفت إلقاء 350 مداخلة تمحورت حول تقييم مختلف القطاعات الوطنية بعد 50 سنة من الاستقلال.