اعتبرت، أمس، الأمينة العامة لحزب العمال الويزة حنون تشريعيات 10 ماي المقبل بمثابة قاعدة فعلية لتأسيس الجمهورية الثانية ''هذه التشريعيات حاسمة تمكن الجزائر من تأسيس جمهورية ثانية وتكريس الديمقراطية''، ودعت الشعب الجزائري إلى الانتخاب لمنع أطراف أخرى من أخذ القرار في مكانهم· أكدت الويزة حنون التي حلت، أمس، أول ضيفة على المنتدى السياسي لإذاعة تيزي وزو، أن الانتخابات التشريعية القادمة لها خصوصية مميزة وليست كسابقاتها، مشيرة إلى أن هذه التشريعيات تكتسي أهمية بالغة وأنها منعرج سلمي ''تحمي الجزائر من التدخل الأجنبي''، وربطت ذلك بالتطورات التي تشهدها الساحة العالمية والعربية والوطنية· وقالت إن ''مصير الشعب الجزائري بين أيديهم، ومشاركتهم بقوة في الانتخابات القادمة ستثبت أن الجزائر ليست مثل تونس ومصر وليبيا وسوريا''· ودعت حنون الشعب الجزائري إلى ضرورة اختيار ممثليه في البرلمان وعدم ترك الفرصة لآخرين يقررون مصيرهم، وفسرت موقفها بوجود ضغوط أجنبية حادة على الجزائر تحاول المساس بالسيادة الوطنية وزرع الفتنة وإثارة البلبلة، واتهمت الإدارة الأمريكية وقطر باستهداف الدولة الجزائرية والتآمر عليها محاولة لتجسيد مشروعها الجديد ''وصول الإسلاميين إلى الحكم الذين يخدمون مصالحها''، مؤكدة أن وصول الإسلاميين إلى الحكم بتونس ومصر واندلاع ثورات الربيع العربي تقف وراءه ''الإدارة الأمريكية وقطر بهدف تحقيق مخطط الشرق الأوسط الكبير''· وجددت الويزة حنون تساؤلها عن أهداف الزيارة التي قادت زعماء ثلاثة أحزاب إسلامية إلى قطر، مشددة على ضرورة فتح الدولة للتحقيق من أجل معرفة مصدر تمويل الأحزاب سواء منها الداخلية أو الخارجية، حيث لم تستبعد تمويل قطر والإدارة الأمريكية لأحزاب إسلامية بالجزائر، وربطت تصريحها بتصريح السفير الأمريكي بالجزائر هنري آنشر الذي قال إن بلاده مولت الأحزاب الإسلامية بالعالم العربي ومستعدة لتمويل دول أخرى، وكذا تصريح الدبلوماسي الأمريكي تايلو الذي أكد استعداد الإدارة الأمريكية لتمويل الأحزاب الإسلامية في كل بلد عربي· في ذات السياق، دعت حنون الدولة إلى ضرورة اتخاذ آليات وإجراءات عاجلة لتسقيف ميزانية وتكاليف الحملة الانتخابية بالنسبة للأحزاب والقوائم المشاركة في التشريعيات المقبلة لمنع ما وصفته بهيمنة ''المال الوسخ'' على الحملة الانتخابية وعلى الساحة السياسية الوطنية، مؤكدة أن القوائم الانتخابية أصبحت تُشترى· كما تطرقت الويزة حنون إلى ظاهرة التزوير التي تعرفها الانتخابات بالجزائر، مؤكدة أن التزوير للتشريعيات المقبلة قد انطلق، وربطت ذلك بتسجيل الآلاف من عناصر الجيش بأكثر من 15 ولاية مرتين ''هذه العملية هي أكبر فضيحة ترتكبها الداخلية''، كما انتقدت بعض الوزراء في استغلال ممتلكات ووسائل الدولة للقيام بحملات انتخابية مسبقة تحت غطاء الزيارات الوزارية لعدة ولايات، وطالبت رئيس جمهورية بمنح الوزراء المترشحين للانتخابات العطلة أو إقالتهم من مناصبهم''، كما طالبت بضرورة تغيير التأطير الانتخابي· في السياق ذاته، فتحت الويزة حنون النار على الأمين العام للأفالان عبد العزيز بلخادم واتهمته بالتورط في التزوير للانتخابات ''كيف يتجرؤ بلخادم أن يعلن مسبقا عن عدد المقاعد التي يحصل عليها حزبه والأحزاب الأخرى في البرلمان؟''، وفسرت ذلك ''هذا أكبر دليل على التخطيط للتزوير''، ونفت حنون أن يكون حزب العمال قد تلقى كوطة في مقاعد البرلمان· وأبدت حنون تخوفها من حضور 500 مراقب أجنبي، مشيرة إلى أن هؤلاء لهم أهداف اقتصادية وسياستهم تخدم مصالحهم· وفي ردها على أحد أسئلة الصحفيين حول إمكانية تحالف حزب العمال مع الأفافاس، قالت ''لن نتحالف مع أي حزب، سندخل التشريعيات بقوائم حزبنا، ونرحب بالتحالف مع الأفافاس بعد التشريعيات''، وربطت ذلك بالنضالات السابقة التي قادها حزب العمال إلى جانب الأفافاس· هذا، واستبعدت حنون أن يحقق أي حزب سياسي الأغلبية في البرلمان، وقالت إن الإسلاميين سيتلقون صفعة قوية خلال التشريعيات ''الشعب الجزائري واع وله تجربة مع الأحزاب الإسلامية''، وتساءلت ''ماذا قدم الفيس للجزائر في 91؟ وماذا قدم حمس للجزائريين منذ دخول الحكم؟''·