تحتضن قاعة الموقار هذه الجمعة مساء العرض الشرفي الأول للفيلم “ما يدين به النهار لليل” للمخرج الفرنسي الكسندر اركادي، وهو عمل سينمائي مقتبس من رواية للجزائري ياسمينة خضرا، والتي تحمل العنوان نفسه، وحققت نجاحا واسعا في الجزائر وفرنسا في نهاية سنة 2008. الفيلم الذي يستمد مجريات أحداثه من رواية محمد مولسهول الشهير باسم ياسمينة خضرا، سيكون محل فضول واهتمام عشاق الفن السابع، لا سيما وأنه مقتبس من رواية رصدت جوانب مهمة من تاريخ الجزائريين في أعقاب الحرب العالمية الثانية، واختار المخرج النجمة الفرنسية من أصل جزائري إيزابيل عجاني لتجسيد دور البطولة، حسب ما ذكرته وسائط إعلامية تونسية، وقد استغرقت مدة تصويره ثلاثة أشهر في كل من وهران، تونس ومرسيليا. ويرصد جانب كبير من الفيلم قضية الثورة الجزائرية من منظور غير مسبوق في تاريخ السينما الجزائرية، وتشارك فيه نخبة من الممثلين الفرنسيين والجزائريين، وهو عمل مشترك جزائري فرنسي خصص له غلاف مالي قدر ب22 مليون أورو، حسب ما تناقلته بعض المواقع الإخبارية في وقت سابق. وتعود أحداث الرواية إلى عشية الحرب العالمية الثانية، حيث تذكر الشاب يونس شجاعة والده الذي وعده بمستقبل زاهر والعيش بمسكن لائق بدل الكوخ الذي يعيش فيه مع عائلته، وبعد جهد كبير استطاع الأب أن يحصل على وظيفة لابنه بصيدلية تعود ملكيتها الى عمه وهو مسلم متزوج من كاثوليكية... تتواصل أحداث الرواية وتمر سنوات ولا يزال يونس يتذكر ما كان يردده أمامه عمه “أحبب بكل قواك وكأنك لا تعرف عمل أي شيء آخر”. وكان المخرج الفرنسي قد انطلق في عمله شهر أفريل من السنة الماضية واختار من تونس فصلا مهما في عملية التصوير، وللمخرج دراية سابقة بالبلد، وقد زارها خلال تصوير “لفحة شهيلي” الذي صور جزءا منه في بنزرت ومنزل بورقيبة، وهي ذات المناطق التي احتضنت عمله الثاني “ الكرنفال الكبير”، كما اعتمد المخرج على بعض الوجوه التمثيلية، بالإضافة إلى التحميض الذي سيتم بالكامل في مخابر طارق بن عمار بقمرت، حسب ما أفادت به وسائط إعلامية تونسية. كما قام المخرج الفرنسي الكسندر اركادي بزيارة إلى وهران عاين خلالها أماكن تصوير الفيلم، الذي يعتزم تحويله كذلك إلى سلسلة تلفزيونية قصيرة في 3 حلقات. والزيارة التي قادته إلى وهران كانت رفقة وفد إعلامي فرنسي يضم ممثلين عن كل من لوموند ولوفيڤارو وجون أفريك، وكذا القنوات الفرنسية الأولى والثانية والثالثة و«ام 6”. وبهذا الانجاز، تكون رواية “ما يدين به النهار لليل” ثالث عمل يقتبس للسينما انطلاقا من روايات ياسمينة خضرا، بعد كل من “موريتوري” و«الصدمة”، وكان عديد من المخرجين والمنتجين قد أبدوا اهتماما بتحويل آخر رواية لخضرا إلى السينما، لكن قدوم الكسندر اركادي المخرج للتصوير في الجزائر أبدى رغبته في إعطاء العمل السينمائي بعده الأدبي الأصلي في الرواية.