جددت جبهة البوليزاريو أمس رفضها لأي مساع مهما كان مصدرها تهدف إلى حرمان الشعب الصحراوي من حقه المشروع في تقرير المصير والاستقلال في تأكيد على رفضها القاطع لمخطط الحكم الذاتي الذي تسعى الرباط إلى فرضه عنوة على شعب الصحراء الغربية. وحذر مكتب الأمانة العامة لجبهة البوليزاريو من أي محاولة تهدف إلى تشويه طابع النزاع الصحراوي الذي أدرجته منظمة الأممالمتحدة ضمن قضايا الاستعمار وحلها لا يمكن أن يخرج عن إطار تنظيم استفتاء شعبي يقرر الصحراويون من خلاله سواء الاستقلال أو الاندماج مع المملكة المغربية أو الحكم الذاتي. وعقد أعضاء مكتب الأمانة العامة لجبهة البوليزاريو اجتماعا ببئر لحلو بالأراضي المحررة برئاسة الرئيس الصحراوي والأمين العام للجبهة محمد عبد العزيز خصص لمناقشة آخر تطورات القضية الصحراوية بالأممالمتحدة على ضوء مصادقة مجلس الأمن يوم 30 أفريل الماضي على اللائحة 1813. وهي اللائحة التي استقبلتها جبهة البوليزاريو بارتياح كبير بعدما جددت التأكيد على حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره على غرار باقي اللوائح الصادرة في هذا الاطار والتي أكدت جميعها على أحقية الشعب الصحراوي في ممارسة حقوقه المشروعة في تقرير المصير والاستقلال بكل حرية. وتضمنت اللائحة دعوة باتجاه طرفي النزاع الصحراوي البوليزاريو والمغرب الدخول إلى مفاوضات تكون أكثر جدية ومكثفة ودون شروط مسبقة، في إشارة واضحة إلى رفض مخطط الحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض كما تسعى إليه الرباط. وهو ما جددته جبهة البوليزاريو بعد أن أكدت أنها لن تقبل لا اليوم ولا غدا الدخول في مسار يهدف إلى نكران حق الشعب الصحراوي الثابت في تقرير المصير. واعتبرت أنه بموجب اللائحة 1813 فإن مجلس الأمن الدولي يكون قد كرس الشرعية الدولية وجدد تأكيده على ملاءمة اللائحتين 1754 و1783 اللتين تدعوان إلى الشروع في مفاوضات من أجل التوصل إلى حل يضمن حق الشعب الصحراوي الثابت رافضة بذلك المناورات الهادفة إلى تشويه طابع الاستعمار للنزاع الصحراوي. وعادت جبهة البوليزاريو إلى تصريحات المبعوث الشخصي للأمين العام في الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم التي أثارت ضده موجة انتقادات لاذعة ليس فقط من قبل الصحراويين وإنما من كل المؤمنين بعدالة القضية الصحراوية. ونددت بالتصور الشخصي لفالسوم غير الشرعي وغير العادل والمنحاز تماما لأطروحات المحتل الاستعماري المغربي وقالت أن فالسوم فقد ثقة الشعب الصحراوي وبالتالي فلن يكون باستطاعته لعب دور ضمن مسار تصفية الاستعمار بالصحراء الغربية. وكان فالسوم فاجأ الكثير من المتتبعين بعد أن أبدى موقفا فضح من خلاله دوره كوسيط دبلوماسي لإنهاء النزاع بالطرق السلمية بعد أن أكد بأن فكرة استقلال الصحراء الغربية غير واقعية، منحازا بذلك إلى جانب الطرح المغربي الداعي إلى ضم الصحراء الغربية تحت غطاء الحكم الذاتي رغم رفض جبهة الوليزاريو لسياسة الأمر الواقع التي تسعى الكثير من القوى داخل مجلس الأمن الدولي إلى تمريرها على حساب الحق المشروع للشعب الصحراوي من أجل الاستقلال. وقال متتبعون لتطورات القضية الصحراوية أن فالسوم وبالكشف عن وجهة نظره تلك قد فقد صفة الوسيط الأممي في تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وبعد التذكير بأن وقف إطلاق النار الساري منذ 6 سبتمبر 1991 بين جيش التحرير الصحراوي وقوات الاحتلال المغربية " لا ينفصل عن تنظيم استفتاء حول تقرير المصير" حذرت جبهة البوليزاريو من أن "أية محاولة تهدف إلى تشويه طابع تصفية الاستعمار للنزاع ستبوء لا محالة بالفشل".