جددت جبهة البوليزاريو أمس، تمسكها بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال تنظيم استفتاء شعبي يطرح على الصحراويين الخيارات المتاحة أمامه سواء بالاستقلال أو الإندماج مع المملكة المغربية أو القبول بمخطط الحكم الذاتي الذي تسعى الرباط إلى فرضه عنوة على هذا الشعب. وقال وزير الإعلام الصحراوي محمد المامي التامك في تصريح لإحدى الفضائيات اللبنانية، أن جبهة البوليزاريو قبلت بإدراج ما يسميه المغرب بالحكم الذاتي ضمن الخيارات المطروحة في استفتاء تقرير المصير وهو ما يشكل تنازلا منها بعد أن كانت ضد فكرة إدراج هذا المقترح ضمن هذه الخيارات. وكانت البوليزاريو ضمنت خطة التسوية التي عرضتها على مجلس الأمن الدولي لحل النزاع في الصحراء الغربية العام الماضي مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب على أساس أنه الحل الوحيد للنزاع لتأكيد مدى تمسكها بالعملية السلمية كسبيل مناسب لتسوية النزاع في الصحراء الغربية الذي دخل عقده الرابع. وفي هذا السياق جدد المسؤول الصحراوي استعداد البوليزاريو مواصلة المفاوضات المباشرة مع الطرف المغربي بجدية وبدون أي شروط مسبقة كما دعت إلى ذلك كل اللوائح الأممية الصادرة في هذا الإطار. وكانت اللائحة 1813 التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي بإجماع أعضائه الأسبوع الماضي بخصوص النزاع في الصحراء، جددت دعوة طرفي النزاع إلى مواصلة مفاوضاتهما المباشرة وتكثيفها من أجل التوصل إلى تسوية عادلة تفضي إلى تقرير مصير شعب الصحراء الغربية وفق مبادئ الأممالمتحدة. وقال التامك الذي يشغل أيضا منصب الناطق باسم الحكومة الصحراوية أن جبهة البوليزاريو تلقت بارتياح قرار نص هذه اللائحة من منطلق أن هذا الأخير ذكر بالقرارات السابقة ذات الصلة ويؤكد على اللائحتين 1754 و1783 اللتين تضمنتا دعوة صريحة لطرفي النزاع في الصحراء الغربية إلى الدخول في مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة لتقرير مصير الشعب الصحراوي. يذكر أن اللائحة 1813 التي جددت التأكيد على حق تقرير المصير للشعب الصحراوي كانت بمثابة صفعة للمبعوث الشخصي للأمين العام الأممي في الصحراء الغربية بيتر فان فالسوم الذي تنصل لمسؤولياته كوسيط أممي في حل النزاع الصحراوي بعدما اعتبر بمنطقه أن استقلال الصحراء الغربية أمر غير واقعي. وأثارت تلك التصريحات انتقادات شديدة لاسيما من قبل جبهة البوليزاريو التي أكدت أن فالسوم وبتصريحاته تلك يكون قد فقد صفة الوسيط ووضع المنطقة أمام متاهات خطيرة. من جهة أخرى وبمناسبة إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة وجه اتحاد الصحفيين والكتاب رسالة مفتوحة دعا خلالها الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية إلى فضح الانتهاكات المغربية المتعددة لكافة الحريات والحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لشعب الصحراء الغربية. وجاء في الرسالة أن اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين وهو يحتفل بهذا اليوم يود تذكير الرأي العام العالمي والمنظمات الدولية النشطة في مجال حرية التعبير وكافة الحريات السياسية تنتهك يوميا ومنذ أكثر من 33 سنة من قبل السلطات المغربية بالمناطق المحتلة دون أن نسمع أي إدانة من الهيئات الدولية التابعة للمنظمة الأممية. وعدد الاتحاد في رسالته قائمة التجاوزات والخروقات التي ما فتئت قوات الاحتلال المغربي تمارسها ضد الصحراويين في المدن المحتلة في مسعى إلى إسكات صوت الانتفاضة السلمية وإيهام العام بأطروحتها "بمغربية الصحراء الغربية". وذكر الاتحاد في رسالته منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالخصوص بأن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره حق غير قابل للتصرف وأن الشعب الصحراوي وحده من يملك سلطة ممارسة هذا الحق وليس أي جهة أخرى في إشارة إلى مسعى الرباط في فرض مخطط الحكم الذاتي عنوة على الشعب الصحراوي.