يحل اليوم المبعوث الدولي المشترك في الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي بالعاصمة دمشق في أول زيارة له إلى سوريا منذ استلامه مهمة الوساطة في أزمة استعصى على المجموعة الدولية احتواؤها بعد عام ونصف العام من اندلاعها. ويلتقي الإبراهيمي، الذي أبدى تخوفه من مهمة أجمعت كل التحاليل أنها جد صعبة إن لم تكن مستحيلة، بالرئيس السوري بشار الأسد في مسعى جديد للتوصل إلى أرضية توافقية ترضي كل الأطراف وتوقف حمام الدم المستمر في سوريا. كما يجري الدبلوماسي الجزائري محادثات مع مسؤولين سوريين إضافة إلى ممثلين عن المعارضة في أول انطلاقة فعلية لمهمته الرامية لاحتواء وضع دام تجاوز كل الخطوط الحمراء. وعشية توجهه إلى دمشق، عبر الإبراهيمي خلال الاجتماع التشاوري مع المندوبين الدائمين عقد أمس بمقر الجامعة العربية بالقاهرة عن إدراكه التام لخطورة الوضع القائم في سوريا، وأكد أهمية العمل من أجل وقف نزيف الدماء والتدهور الخطير للوضع الإنساني في هذا البلد. كما شدد الإبراهيمي على أهمية التوصل إلى "معالجة سياسية صحيحة وسريعة للأزمة السورية حتى لا يزداد الوضع سوءا وتتصاعد المخاطر التي تهدد ليس فقط الداخل السوري وإنما الجوار القريب والبعيد لسوريا".وقد عبر المندوبون الدائمون للجامعة العربية خلال اجتماعهم عن دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي وتقديرهم الكبير للجهود التي يبذلها لمعالجة هذه الأزمة ومساعدة السوريين على الخروج منها في أقرب وقت ممكن. واستعرض الدبلوماسي الجزائري خلال الاجتماع الذي عقد بناء على دعوة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي حصيلة اتصالاته ولقاءاته مع مختلف الأطراف بالشأن السوري التي أجراها خلال الأسبوعين الماضيين مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وعدد من وزراء الخارجية وأطراف من المعارضة السورية في نيويورك وباريس. وكان مقر الجامعة العربية احتضن اجتماعا، أمس، ضم كلا من الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري ورئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالوضع في سوريا ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية والأخضر الإبراهيمي الوسيط الدولي المشترك في الأزمة السورية. وعقد الاجتماع في إطار متابعة الاتصالات والمشاورات لبلورة تصور لملامح مهمة الأخضر الإبراهيمي وهو ما أكد عليه قرار المجلس الوزاري الأخير الصادر في الخامس سبتمبر الجاري. وعشية زيارة الإبراهيمي إلى سوريا تواصل مسلسل العنف في هذا البلد بحصد مزيد من الأرواح، حيث أعلنت شبكة "سوريا مباشر" مقتل 20 شخصا في مجزرة جديدة قالت إن قوات النظام ارتكبتها بمدينة حلفايا بريف حماة. كما تحدثت تقارير إعلامية عن وقوع انفجار قرب حاجز لقوات حفظ النظام في منطقة سراقب التابعة لمحافظة ريف ادلب شمال غرب سوريا لم تعرف في حينه حصيلة ضحاياه. وكانت محافظة ادلب قد شهدت في الأشهر الماضية انفجار عدة سيارات مفخخة استهدفت مقرات أمنية أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين وقوات حفظ النظام ووقوع أضرار مادية في المباني.