احتضن المسرح، الوطني "محي الدين بشطارزي" نهاية هذا الأسبوع مسرحية غنائية تحمل عنوان "أوزو نثايري" باللغة الأمازيغية ومعناها "آلام الحب" عن المسرح الجهوي لبجاية، وجسد أدوارها مجموعة من الشباب بتناسق وتعانق روح الموسيقى المبدعة وأصواتها الغنائية الشجية· قصة حب يعيشها إثنان في ألم وشجن، أبدع المخرج المسرحي عبدلي جمال في ترجمها فوق ركح المسرح الوطني، وأبدعت أكثر الكاتبة هجيرة أولبشير في سرد هذه القصة المعروفة في التراث الأمازيغي القديم، حيث تدور أحداثها زمن الحرب العالمية الثانية، في احدى القرى بمنطقة القبائل حيث يعيش الشاب عزيز الفقير غراما جامحا لفتاة من نفس منطقته تدعى "عزوزو" وتبادله بدورها نفس الشعور، لكن تتعقبهما مشاكل الحرب إذ يجند عزيز لمحاربة الألمان، وترغم عزوزو على الزواج من أحد أغنياء القرية لكن مرارة العيش معه أجبرتها على هجره· ويتزامن ذلك مع عودة الحبيب عزيز من الحرب، ولما لبثت أن عادت الأمور الى مجراها واتفقا على الزواج بموافقة الأهل بعد أن كانوا عقبة في الماضي، حتى هاجم الزوج الأول لعزوزو عزيز في ليلة الزفاف ولتنتهي المسرحية على مشهد حسرة عزوزو بنصيبها القاسي وقدرها المشؤوم· وتجدر الإشارة إلى أن ما أضفى عى هذه القصة الكلاسيكية البسيطة رونقا وجمالا الأغاني العذبة التي تخلّلت المسرحية في مشاهد تلخيصية لكل واقعة على حدى، فصورت لوحات تعبيرية صفق لها الجمهور كثيرا وعبر بذلك عن إعجابه بالموسيقى التي وصفتها الكاتبة أولبشير بالعالمية، حيث استقى الموسيقي إلهامه من وحي الفولكلور وكلمات الأغاني التي تأثر بها فأنتج أصواتا وأنغاما أطربت السامعين· وعقب نهاية العرض اقتربت جريدة "المساء" من الكاتبة هجيرة أولبشير لتهنئتها ونقل انطباعاتها حول المسرحية فقالت تحقق حلم أن أقدم مسرحية غنائية قريبة جدا من المستوى العالمي وهذا ما فعله المخرج جمال عبدلي في وضع موسيقى خارقة للعادة، وحتى أن لباس الممثلين جاء عصريا بروح تقليدية، تردف قائلة: "لقد عملت في مجالات عديدة كالتمثيل، والكتابة الشعرية وكتابة أغاني للمطربين مثل المطرب مناد وحتى لفرقة "جرجرة" وهذه المساحات الغنائية التي فصلت بين كل مشهد وآخر في هذا العرض المسرحي، هي تكريم لهذه الفرقة العزيزة على قلوبنا، وأكرر وأقول أن هذا العمل المسرحي قد بلغ نسبة 99% من مستوى العالمية على حد رأيي"· حضر العرض مجموعة من الوجوه الفنية البارزة على الساحة الثقافية مثل المخرج بلقاسم حجاج، سعيد حلمي، المخرجة نادية شرابي، ووجوه تلفزيونية أخرى شابة ومألوفة عند الجميع، أعربت عند نهاية العرض بالإعجاب والتهاني للكاتبة والمخرج والممثلين على حد سواء· *