بدأت العام الماضي عملية ترميم قصر الأمير عبد القادر الجزائري الزعيم والمجاهد الكبير والاسم المشرق في التاريخ الوطني الجزائري، الذي اختار عام 1855 دمشق منفى له بعد أن أسره الفرنسيون لدوره البازر في قيادة المقاومة ضد احتلالهم الطويل للجزائر وجاء الترميم بمبادرة من المفوضية الأوروبية في الاتحاد الأوروبي الذي قرر وفقاً لجريدة "القدس العربي" اللندنية بالتعاون مع محافظة دمشق تحويله إلى مركز التنمية المحلية المستدامة ضمن مشروع تحديث البلديات الذي تموّله المفوضية، وتم تخصيص نصف مليون يورو لعمليات الترميم، كما تمّ تخصيص إحدى قاعاته لإحياء ذكرى الأمير عبد القادر الجزائري· ليس قصر الأمير عبد القادر الجزائري مجرد تذكار مكاني بل هو شاهد على مسيرة طويلة وحافلة طبعت سيرة هذا الزعيم العربي، وأرخت لحضوره الاجتماعي والسياسي في المجتمع الدمشقي على مدار أكثر من ربع قرن قضاها في دمشق· وتشير المعلومات حسبما ذكرت "القدس العربي" إلى أنّ قصر الأمير عبد القادر مساحته تبلغ نحو (1832) متراً مربعاً، وفق القيود العقارية، وهو مؤلف من طابقين تعلوهما غرفة (طيارة) على السطح، ومساحة الطابق الواحد نحو (325) متراً مربعاً وبارتفاع (5) أمتار تقريباً، وله مدخلان، رئيسي من الجهة الغربية ومدخل آخر من الجهة الشرقية، ويتّصل الطابق الأرضي بالطابق الأول بدرج داخلي بشاحط واحد مكسي بالرخام في الأسفل، يتفرع منه شاحطان بالأعلى نحو اليمين واليسار مكسيان بالخشب· أما جدران القصر فهي مبنية من الآجر والحجر، وهو يمتاز بالفخامة من حيث التصميم، ومن حيث الطراز المعماري فضلا عن إطلالته الجميلة بالإضافة لإحاطته بحديقة واسعة من كافة جوانبه، ولعل ترميمه اليوم يشكّل ترميماً لذاكرة تستحق أن تبقى، فقصر الأمير سعيد الجزائري المجاور له، في المنطقة نفسها، قد تحوّل منذ سنوات طويلة إلى ملهى ومطعم، وربّما كان يمكن أن يلقى قصر الأمير عبد القادر المصير نفسه، لولا المكانة الكبرى التي يحتلها الرجل، والتي دفعت المفوضية الأوروبية إلى شرائه وترميمه· *