يضع فريق عمل في التلفزيون العربي السوري، اللمسات الأخيرة على الفيلم الوثائقي ''قصر الأمير عبد القادر الجزائري.. حاضن التغيير'' والذي كتب نصّه وجمع مادته الوثائقية الكاتب والإعلامي إبراهيم الجبين وقام بإخراجه نادر أحمد. ويستضيف الفيلم عدداً من الشخصيات للحديث عن شخصية الأمير عبد القادر الجزائري وقصره، من بينها وزير الثقافة السوري الدكتور رياض نعسان آغا، وزير الإدارة المحلية المهندس تامر الحجة، الأميرة جالا الجزائري، سفير الاتحاد الأوروبي في دمشق فاسيلس بونتوسوغلو والدكتور عرفان علي مدير مشروع MAM في قصر الأمير عبد القادر في ضاحية دمر على مشارف دمشق. يتناول الفيلم -الذي يعدّ إنتاجا مشتركا ما بين الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا ومشروع )Euromed - news( في إطار التعاون ما بين الاتحاد الأوروبي واتحاد الإذاعات العربية- في 28 دقيقة الدور الكبير الذي لعبه المكان في أحداث القرن التاسع عشر في دمشق، وعن دور مالكه الأصلي الأمير عبد القادر الجزائري في حركة إنشاء الدولة في الجزائر في ثلاثينيات ذلك القرن، ثم مشروع النهضة والتحديث الذي عاشته سورية في تلك الفترة، وصولاً إلى دور الأمير عبد القادر في الوساطة من أجل إقناع السلطان العثماني بمشروع الفرنسي فرديناند دوليسبس صاحب فكرة حفر قناة السويس، والعلاقة العميقة والخاصة مع الصوفي الكبير الشيخ محي الدين بن عربي. وبعد عام ،1984 تحوّل القصر إلى مكان مهجور لعقود طويلة، قبل أن تبدأ المفوضية الأوروبية في دمشق العمل على ترميمه وإعادة الحياة إلى حجراته، وتحويله إلى مركز للتنمية المستدامة، ولمشاريع التحديث الحضري، ومقرٍّ لمشروع ''مام'' الذي تديره وزارة الإدارة المحلية السورية والاتحاد الأوروبي. ويعتبر الأمير عبد القادر الجزائري، أحد أبرز شخصيات القرن التاسع عشر، ليس في العالم العربي وحده، بل إنّ كثيرين صنّفوا الأمير كشخصية عالمية كان لها تأثيرها، حتى على الشارع الفرنسي والحراك الثقافي في فرنسا، أثناء سنوات اعتقاله ووضعه تحت الإقامة الجبرية في قلعة أمبواز في فرنسا، حيث عمل على فتح حلقات العلم والتدريس واستقبل الراهبات والقساوسة، ومدّ جسور التواصل ما بين الشرق والغرب من سجنه الكبير. وقد قام الإمبراطور نابليون الثالث بتحرير الأمير عبد القادر من الإقامة الجبرية، وعرض عليه البقاء في فرنسا، ولكن الأمير اعتذر وطلب السفر إلى المشرق حيث بقي لفترة في اسطنبول ثم انتقل إلى بورصة ثم استقر في دمشق واستقبله أهلها استقبالاً مهيباً، ولا تزال عائلته وسلالته تعيش ما بين سوريا والجزائر، ومن بينهم الأمير سعيد الجزائري أوّل رئيس للحكومة السورية في عهد الملك فيصل وهو أوّل من أعلن استقلال سوريا ورفع علمها.