يناشد سكان المزارع والأحواش ببلدية السحاولة السلطات المحلية ترحيلهم إلى سكنات لائقة، أو تسوية أوضاعهم السكنية، وتنتمي إلى بلدية السحاولة عدة أحواش ومزارع جاءت عدة عائلات لتقطن بها منذ مدة طويلة، بعضها يفوق 50 سنة، مثل مزرعة الحاج عثمان التي تضم 120 عائلة، وحوش الحاج الذي يضم 150 عائلة، تتقاسم كلها نفس المشاكل والإنشغالات. وصرح بعض سكان الأحواش أنهم لا يحوزون على عقود الملكية ولا يمكنهم التصرف في سكناتهم الحالية، خاصة أن هذه السكنات غير مهيأة وتحتاج إلى ترميمات، مشيرين إلى أنهم في هذه الحالة في أمس الحاجة لعقود الملكية لكي يتسنى لهم القيام بأشغال التهيئة، مؤكدين أنهم استفادوا من قطع أرضية منذ مدة طويلة وشيدوا عليها سكناتهم، إلا أنهم لم يتحصلوا على عقود الملكية إلى حد الآن، رغم المراسلات العديدة التي قدموها للمصالح المحلية والإدارية، مشيرين إلى أن البلدية ترفض استلام ملفاتهم للحصول على سكنات اجتماعية. وقال سكان المزارع والأحواش الذين يقطنون بسكناتهم منذ الحقبة الاستعمارية، بأنهم يعيشون أوضاعا لا يحسدون عليها ولا تستجيب لأدنى شروط الحياة اللائقة، فسكناتهم مهددة بالانهيار في أية لحظة، حيث تحصل أغلبهم على «شهادة منكوب»، مُنحت لهم عقب زلزال ماي 2003، ووُعدوا بالترحيل إلى شاليهات، غير أن ذلك لم يتجسد ولا يزالون قاطنين بسكنات مصنفة ضمن الخانة الحمراء والبرتقالية، والأخطر من ذلك أنها لم تخضع للترميم، مما اضطرهم إلى تهيئتها بإمكاناتهم الخاصة وبطرق عشوائية. وفي هذا السياق، أضاف هؤلاء أنهم قلقون جراء ضيق سكناتهم التي يقطن بها عدة أفراد، كما تسبب اهتراؤها في تسرب المياه عبر تشققات أصابتها خلال فصل الشتاء، لتتشبع الغرف بالرطوبة، مما يعرضهم إلى أمراض عديدة، كالربو والحساسية. وتشكو العائلات القاطنة بالمزارع والأحواش، على غرار مزرعة الحاج عثمان التي تضم 120 عائلة، وحوش الحاج الذي يضم 150 عائلة، انعدام المياه الصالحة للشرب، حيث يقطعون مسافات طويلة للتزود بالماء من الأحياء المجاورة، وكذا الإنقطاعات المتكررة للكهرباء فور سقوط أولى قطرات المطر أو هبوب الرياح، إلى جانب مشكل اهتراء قنوات الصرف الصحي. كما يواجهون مشكل الانتشار العشوائي للنفايات المنزلية، حيث حولت أحياءهم إلى شبه مفرغة عمومية، كونها لاتتوفر على حاويات للقمامة، مما دفعهم إلى رمي نفاياتهم بطريقة عشوائية، فأصبحت مصدرا لانبعاث الروائح الكريهة مع تكاثر الحشرات والجرذان، كما يفتقد الحي إلى شبكة للإنارة العمومية. من جهته، أوضح نائب بالمجلس الشعبي لبلدية السحاولة في تصريح ل«المساء»، أن مصالح البلدية حضرت ملفا كاملا حول 39 حوشا ومزرعة متواجدة على مستوى البلدية لتقديمها للمصالح المعنية، مشيرا إلى أن مصالحهم طالبت بتوفير 2000 مسكن ريفي، من أجل إعادة إسكان هذه العائلات.وأوضح المصدر أن عائلات هذه الأحواش والمزارع شيدت سكناتها فوق الأراضي الفلاحية، «وبالتالي فإن مشكلتهم تحلها وزارة الفلاحة، لكننا نعمل المستحيل لمراسلة الدائرة الإدارية والوزارة لتخطّي المشكل»، يقول المصدر.