حنان قرقاش يفتقد سكان عدد كبير من الأحواش أو المزارع المنتشرة عبر تراب بعض بلديات سهل متيجة، لعدد من شروط الحياة الكريمة، إضافة إلى جملة من المرافق الضرورية كالمدارس والمستوصفات وغيرها، بالإضافة إلى أن عددا منها أيضا متواجدة على حافة الطرقات السريعة، وهي في أغلبها عبارة عن مزارع كانت مملوكة لبعض المعمرين في العهد الاستعماري، والتي استولت عليها بعض العائلات الجزائرية التي كانت تشتغل لدى المعمرين من قبل، أو التي دخلتها بعد خروجه منها خلال سنوات ما قبل الاستقلال أو بعد الاستقلال مباشرة· معظم الأحواش التي يمكننا أن نتجه إليها تتشكل أو كانت تتشكل في الواقع من قصور وبنايات ضخمة، محاطة بالأشجار والنباتات، وتتمتع بمنظر جذاب للغاية وسط الطبيعة وهكتارات من الأراضي الفلاحية التي كان المعمرون يبسطون أياديهم عليها· غير أنه حاليا أضحت تلك القصور خرابا، وأماكن لرعي مواشي ودواجن العائلات التي تقطنها حاليا، دون أن تفطر أية جهة في ترميمها أو استغلالها، ودون أن يفكر حتى السكان في الحفاظ عليها· تنتشر هذه الأحواش عبر مختلف بلديات العاصمة، خاصة الواقعة على مستوى عدد من مداخلها الشرقية أو الغربية، كبلديات براقي والكاليتوس ومفتاح وبئر خادم وبئر توتة وغيرها، حيث يوجد بهذه الأخيرة فقط، حسب ما جاء على لسان رئيس بلديتها السيد (جرود رابح) في حديث ل (أخبار اليوم) حوالي 11 حوشا، تحاول السلطات المعنية بكل جهودها، توفير بعض الضروريات لحياة قاطنيها، كإيصالهم بشبكات المياه الصالحة للشرب والغاز الطبيعي والإنارة العمومية، كما أن عددا منها تم إحصاؤها في إطار السكن الهش، ومن المفترض أن يتم ترحيل سكانها إلى سكنات اجتماعية لائقة· وحتى نأخذ بلدية بئر توتة كمثال على ظاهرة انتشار الأحواش في الجزائر، وبقاء هذه الأخيرة كمشكلة تؤرق الجهات المعنية، وتؤرق السكان أنفسهم، حيث أن عددا منهم لا يمتلكون في الواقع وثائق ملكية للسكنات التي يقطنونها أو حتى للأراضي التي تقع عليها سكناتهم، ومن ناحية أخرى فإنهم أيضا لا يستطيعون الاستفادة من سكنات أخرى، ناهيك عن جملة من المشاكل التي يتخبطون فيها، كانعدام المرافق الضرورية وعلى رأسها المدارس والمستوصفات وما إلى ذلك، ما يضطرهم في الكثير من الأحيان إلى اللجوء لوسط المدينة أو البلدية التي هم تابعون لها، إضافة إلى تواجدها على حافة بعض الطرقات السريعة، وانعدام الممرات العلوية وغيرها· يقول رئيس بلجية بئر توتة دائما، إن عملية التنمية المحلية قد راعت بعين الاعتبار الأحواش المتواجدة على تراب البلدية، التي تسير لأجل إعادة التهيئة العمرانية لها، من خلال تجسيد بعض المشاريع التي تهم المواطنين وتصب في صالحهم كالمدارس ومراكز العلاج وغيرها· ولأن أغلبها محاذية للطريق السريع فقد تم الأخذ بعين الاعتبار إنجاز ثلاثة ممرات علوية، وينتظر استكمال أخرى، بغية ضمان أمن وسلامة المواطنين والحد من حوادث المرور التي كثيرا ما كانت تلك المناطق نقاطا سوداء لها· ويضيف أن الأحواش اليوم هي مشكل وطني، ويتطلب وضع حد للتوسع العمراني العشوائي فيها على حساب الأراضي الفلاحية، نظرا لأنه بتلك الأحواش هنالك سكان لهم علاقة بالفلاحة، أما الآخرون فليست لهم أية علاقة بها، ما حوّل تلك الأحواش أو المزارع في الواقع إلى مجمعات سكنية، محاولين تقديم حل لوضع حدود نهائية لأي توسيع مهما كان، وتصبح مشكلة الأحواش مشاكل تطرح على مستوى البلدية التي هم تابعون لها، حفاظا على الأراضي الفلاحية، التي هي في مجملها أراض خصبة، ينبغي الحفاظ عليها للأجيال المستقبلية·