تطرق الكاتب والمجاهد علي هارون خلال مشاركته أمس بأشغال الملتقي الدولي “1962 عالم” الذي إحتضنه مركز البحث في الإنتبولوجيا الثقافية والإجتماعية بوهران إلى بيان أول نوفمبر الذي انبثق عن مؤتمر الصومام أن الثورة التحريرية، كان موجها لجميع العالم دون تمييز من مسلمين وغير المسلمين من أجل دعم القضية الجزائرية مما دفع بعدد كبير من الأوروبيين لاسيما طبقة النخبة من رجال الاعلام ومحاميين وكذا مثقفين ينتمون لعدد من الدول الأوروبية على غرار سويسرا، ألمانيا، بلجيكا، إنجلترا في مساعدة الثورة التحريرية ومد الدعم بمختلف السبل لحزب جبهة التحرير الوطني، مستدلا بذلك بقضية “ اوزنابروك” بألمانيا ومحاكمة شبكة تزوير الفرنك الفرنسي. واعتبر الكاتب علي هارون أن إستقلال الجزائر كان ملحمة حقيقية وأن جل دول العالم التي عاشت الاستعمار عانت من مشاكل في إدارة شؤونها بعد نيلها حريتها مما يتحتم على الجيل الحالي أن يستخلص العبر من الحرب التحريرية التي شهدت أخطاء وهفوات لأن صانعيها كانوا رجالاً، ولكن ما يجب أن نعرفه أن صدى الثورة وصل إلى جل أصقاع العالم، والجزائر اليوم قوية وفخورة بتاريخها وماضيها. أما فيما يتعلق بمسألة كتابة تاريخ الثورة التحريرية المجيدة والرصيد الذي ترك لأجيال ما بعد الاستقلال فيري السيد على هارون أن هناك أحداثاً من تاريخ الثورة لم تعرف بعد لأن التاريخ -كما يقول- يكتب دوما من قبل المناضلين الذين انتصروا في الثورة التحريرية، مشيراً إلى وجود قطيعة بعد الاستقلال حيث عاشت الجزائر قبل سنة 1989 بنظام الحزب الواحد لتفتح بعد سنة 1989 المجال للتعددية وحرية التعبير. وأكد أن كتابة تاريخ الثورة التحريرية لم يكتمل بعد، ولازالت حقائق حسب رأيه لم تظهر بعد، مشيراً إلى المحاولات التي نشرتها بعض الصحف لمجاهدين وأشخاص عايشوا الثورة التحريرية وأختاروا المنفي بدول أروبا. أما عن الربيع العربي الذي هب على بعض الدول العربية فقد اعتبره الكاتب على هارون شتاء عربياً قاسياً على متبنيه بسبب ما يحدث حاليا بهده الدول. كما كشف علي هارون أنه كان أحد مشجعي الرئيس الأسبق الراحل “الشاذلي بن جديد” لكتابة مذكراته بإعتباره أحد المشاركين في الثورة التحريرية وبناء الدولة الجزائرية بعد الاستقلال لكنه يتمني أن تحمل مذكرات الرئيس الراحل جديداً يثري تاريخ الثورة التحريرية. معتبراً في سياق حديثه أن المجاهدين الذين شاركوا في الثورة التحريرية ولم يكتبوا عنها يعتبرون شهادات مجمدة ومن غيبهم الموت من المجاهدين قد ساهموا بغير قصد في ضياع جزء من الذاكرة التاريخية الجزائرية.