صادق أعضاء مجلس الأمة، مساء أمس، على لائحة مساندة مخطط عمل الحكومة بعد استماعهم لرد الوزير الأول السيد عبد المالك سلال الذي أبرز أولويات الحكومة في مكافحة البيروقراطية والفساد وتحسين التكفل بالشباب من خلال توسيع فرص التشغيل وتوفير المراكز التثقيفية والترفيهية. واستهل السيد سلال رده على الانشغالات التي عبر عنها أعضاء مجلس الأمة خلال جلسات مناقشة مشروع مخطط حكومته بالإجابة عن استفسار البعض حول آليات تنفيذ هذا المخطط، حيث أشار في هذا الإطار إلى أن آليات المتابعة والتنفيذ لكل المشاريع والبرامج المسجلة في المخطط موجودة على عدة مستويات بداية من كل وزارة وهيئة عمومية مكلفة بتنفيذ مشروع أو برنامج من المخطط ثم مجلس الحكومة الذي يعد -حسبه- آلية للمتابعة وصولا إلى العرض السنوي لمشروع قانون المالية الذي يتم إعداده انطلاقا من تقييم شامل لمدى تنفيذ مختلف البرامج، كما ذكر في نفس السياق بتقديم الحكومة لبيان السياسة العامة أمام البرلمان بغرفتيه للإعلان عن مدى تنفيذ برنامجها. وبخصوص الانشغال المرتبط بتفشي مظاهر البيروقراطية اعترف السيد سلال بأن الظاهرة أخطر من مجرد وصفها في انشغال، على اعتبار أن الأمر أصبح يرتبط ب«نظام بيروقراطي ترسخ في العقول والأذهان"، مؤكدا في هذا الصدد عزم الحكومة العمل على تقليص حدة هذه الظاهرة من خلال السعي إلى تخفيف الملفات الإدارية، وأشار بالمناسبة إلى انه سيشرف رفقة وزير الداخلية والجماعات المحلية بعد غد السبت على اجتماع مع رؤساء الدوائر ومديري الإدارة المحلية ومديري التنظيم الشؤون العامة يخصصد لدراسة الملفات المتعلقة بتنظيم الإدارة ومكافحة البيروقراطية وتسهيل معيشة المواطن. كما جدد نفس المسؤول عزم الحكومة على مكافحة الفساد، مشيرا إلى أن "برنامجها في هذا الإطار واضح وتعليمات رئيس الجمهورية حول هذا المسعى أكثر وضوحا". ولدى تطرقه إلى مجال ترقية التشغيل ولا سيما في أوساط الشباب، أكد السيد سلال بأن كل العمليات المدرجة في إطار إنعاش الاقتصاد الوطني تصب في هذا المسعى، مؤكدا بان أليات الإدماج المهني وترقية تشغيل الشباب التي انتقدها البعض تعتبر في آخر المطاف آليات ضرورية لامتصاص البطالة، مجددا التزام الحكومة ببلوغ هدف 3 ملايين منصب شغل مع نهاية 2014. كما أوضح في نفس السياق بأنه في إطار مكافحة النشاطات الاقتصادية غير الرسمية وتنظيم الأسواق الفوضوية فإن الحكومة، تسعى إلى تحقيق ثلاثة أهداف في عملية واحدة، تتمثل في حل مشكل الفوضى، توفير مناصب شغل منظمة ومؤطرة للشباب، والإسهام في ضمان وفرة المنتوجات التجارية وتقليص الاسعار. وفي هذا الإطار، كشف الوزير الأول انه تم في إطار تنظيم الأسواق الفوضوية إحصاء 1263 موقعا للتجارة الموازية على المستوى الوطني، كان يستغلها 65139 شابا، وأشار إلى أن 635 موقعا من بين هذه المواقع تمت إزالتها في الفترة الأخيرة، فيما تم التكفل ب7895 شابا بوضعهم في أسواق جوارية، وتتواصل العملية في الوقت الحالي لتحويل أعداد أخرى من الشباب، بينما سيتم التكفل بحوالي 38965 شابا من المتبقين في إطار هذه العملية في أقرب الآجال. وضمن حديثه عن تحسين ظروف الشباب الجزائري أعلن الوزير الأول أنه سيتم قريبا فتح دور الشباب ومختلف المراكز الثقافية والترفيهية الموجهة لهم والتي ظلت أبوابها مغلقة لأسباب مرتبطة بالبيروقراطية. وبخصوص الانشغال المرتبط بإنجاز المشاريع السكنية في مناطق الجنوب والهضاب العليا أشار السيد سلال إلى أن الحكومة تفكر في بعث مشاريع تعاونيات سكنية بهذه المناطق، مبرزا أهمية البرامج المسطرة لها في مجال ترقية الصحة وإنعاش النشاط الاقتصادي. فيما كشف أثناء رده على انشغال حول المشاكل التي تعترض عملية استقدام الرعايا المتوفين بالخارج لدفنهم بالجزائر بأن مصالح وزارة الخارجية تعمل حاليا على التفاوض مع الجهات الفرنسية من أجل التوصل إلى إجراء يتعلق بضمان أماكن مخصصة لدفن الجزائريين في المقابر الفرنسية.