استضاف منتدى الثقافية أول أمس السيد علي شعبان، المدير العام المساعد للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، للحديث عن دور الديوان في حماية حقوق المؤلفين بالإضافة الى مساعيه للحد من القرصنة، حيث قام مؤخرا بتحطيم أكثر من مليون قرص مضغوط ومقرصن في حظيرة قصر الثقافة وهذا تحت شعار”لا للقرصنة”. وعاد السيد شعبان، إلى عملية تدمير الديوان لأكثر من مليون قرص مضغوط مزور، في مبادرة قال أنها الأولى من نوعها، تؤكد على اهتمام السلطات العمومية بحقوق المؤلف، علاوة على احترامها لالتزاماتها الدولية في هذا الشأن. مضيفا أن عملية القرصنة تؤذي المؤلفين سواء من الناحية المعنوية حيث تُستغل اعمالهم من دون ترخيص منهم، أو الجانب المادي من خلال عدم الاستفادة من الحقوق المادية. واعترف شعبان أن هذه العملية لم تقض كليا على ظاهرة القرصنة، خاصة امام التطور الكبير لتكنولوجيات الاتصال وسهولة عملية استنساخ الأقراص المضغوطة. مضيفا أن هذه المهمة تتطلب تضامنا من جهات أخرى، كما أن مهمة الحفاظ على حقوق المؤلف يتم حاليا بالتعاون مع اعوان الأمن والدرك والجمارك والقضاء في انتظار التحاق اطراف أخرى بها... ولكن كيف يمكن التعرّف على قرص أصلي من مزور؟ يجيب شعبان أن كل منتج يريد انتاج قرص ما يتجه إلى الديوان طالبا رخصة الإنتاج ويتحصل عليها بعد دفع الأتاوى، وبالمقابل تقدم له طوابع حسب عدد الأقراص التي سينتجها، وبالتالي كل قرص يحمل طابعا يؤكد على أصليته. وفي هذا السياق، يرفض الديوان الترخيص لاسطوانات”أم.بي 3” و«دي.في.أكس” التي تعتبر غير أصلية. وأضاف شعبان أن اعوان الديوان المحلفين لا يقتصرون في مراقبتهم لسوق الأسطوانات على الطوابع التي يمكن أن تُزّور بدورها، بل يأخذون عينة من الاسطوانات ويفحصونها، ليشر إلى أن أي شخص يريد أن يضع كلمات أو موسيقى لشخص آخر في البومه، يجب أن يمر عبر الديوان وعليه ألا يشوه المصنف الأصلي، أي يقوم بما يسمى “تهذيب الموسيقى”، أي أن لا يؤثر على أصالة النسخة الأصلية. وفي هذا السياق، قال شعبان أن حقوق المؤلف لا تعود إلى مؤدي أغنية أخذها عن فنان آخر، مؤكدا أن الديوان يضم لجانا مختصة في كل طبوع الغناء ولا يمكن لاي شخص أن يسرق مؤلفات شخص آخر بدون فضحه، وهنا يمكن أن يتصرف الديوان من تلقاء نفسه إذا كان العمل المسروق معروفا أو يحرك صاحب الحق دعوى قضائية. أما عن حقوق المؤلفين في يخص المهرجانات الثقافية المنظمة بالجزائر، فقال شعبان أن مسؤولي المهرجانات يقدمون اتاوى حسب مداخيل بيع التذاكر، أما في حال إذا كان الدخول إلى المهرجان مجانيا فإن الديوان يأخذ حقه حسب الميزانية المخصصة لهذه التظاهرة، بالمقابل يقوم الديوان بالحفاظ على المصنفات المكونة للتراث أي التي تدخل في ذاكرة الأمة، وهذا من خلال لجنة في الديوان خاصة بحفظ التراث. استغلال تراث الملك العام قال عنه شعبان، أنه بعد خمسين سنة من وفاة المؤلف يسقط على ورثته الحق المادي ويبقى لهم الحق المعنوي مثلا في نسب مصنف لاسم مؤلفه، فقد قام الديوان مؤخرا باستحداث “صناديق” تضم اسطوانات وكتيبات فنانين مختلفين قال عنها شعبان انه قد يتم رقمنتها، كما قام أمس بتقديم درع تكريم 2012 للفنان حمدي بناني. وذكر شعبان بوجود صندوق مخصص لمساعدة الفنانين الذين يعيشون أوضاعا صعبة، مطالبا بتحسيس جميع المواطنين بأهمية الحفاظ على حقوق المؤلف. كما توقف شعبان عند حماية حقوق المؤلفين خارج البلد وأوضح أن الديوان له عقد التمثيل المتبادل مع الدول، مقدما مثالا عن حماية مصنف جزائري في تونس من طرف منظمات خاصة، والعكس صحيح، أي أن هناك تبادلا للحماية، بالمقابل، بمجرد استيراد اقراص مضغوطة تقوم مصالح الجمارك بإشعار الديوان الذي يحكم على قانونيتها وذلك في اطار عملية محاربة السلع غير المرخصة.