كشف الصحفي التونسي حمزة بن رجب أنه بصدد إنتاج فيلم وثائقي يرصد فيه المسار التاريخي للقضية الصحراوية، ويروي حجم معاناة الشعب الصحراوي المسلوب أرضه وحريته وكرامته، ويقر في هذا الحوار أن التونسيين لا يعرفون الصحراء الغربية، مؤكدا أن ثورة الياسمين سمحت له بتحريك الموضوع، متخذا من الأفلام الوثائقية منبرا للتعبير عن موقفهم وتضامنهم مع الصحراويين، كما أعرب عن دهشته لموقف الدولة الجزائرية التي وقفت إلى جانب الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وساندتهم سنوات طويلة. - حضور تونسيين إلى مخيمات اللاجئين الصحراوي يعتبر سابقة في تاريخ القضية الصحراوية التي تعف تخاذلا عربيا إزاءها، ما سر وجودكم بالمخيمات؟ * نحن هنا لتصوير فيلم وثائقي عن القضية الصحراوية، وقد جئنا ممثلين شركة إنتاج للمشاركة ضمن فعاليات الطبعة السادسة لمهرجان "أرتيفارتي"، وبالتالي فمشاركتنا إنسانية وليس لها علاقة بالموقف السياسي لجمهورية تونس. - كيف فكرتم في إنتاج فيلم وثائقي يحاكي المعاناة الصحراوية، هل لديكم تصور حول الموضوع وعن حيثيات القضية التي يمتد عمرها إلى أربعة عقود؟ * في وقت سابق كنت أسمع بشيء اسمه جبهة "البوليساريو"، لكني لم أفهم ما مقصوده، وقد تعرفت على القضية الصحراوية سنة 2009 عبر الأنترنت، وبفضل مجموعة من الأصدقاء اِطلعت على الموضوع واليوم أنا بمخيمات اللاجئين الصحراويين بالجزائر، وقد تعرفت عن كثب على تفاصيل القضية، وكونت تصورا حول كيفية تناول موضوع الفيلم الوثائقي، وأقرّ أننا كتونسيين، تقاعسنا في فهم القضية والبحث عن حقيقتها، وذلك مرده لنظام الحكم السابق الذي كان مواليا للمغرب، وانتهجت سياسة قمعية لكل أشكال التضامن والمساندة مع الشعب الصحراوي، ومنذ صغرنا وعبر المناهج التعليمية في المدارس، علمونا أن "الصحراء مغربية" وأن خريطة المملكة المغربية تمتد إلى الجنوب، وأؤكد أن السلطات التونسية كانت تعتقل المتعاطفين مع القضية الصحراوية أو المبادرين للحديث عن هذه القضية العادلة. وبعد أن عرفت تونس ثورة التغيير وإسقاط النظام السابق، انتهزت الفرصة لتحريك الموضوع، واخترنا العمل على إنتاج أفلام وثائقية لنشر القضية في تونس. - وبالنسبة للرأي العام التونسي، إلى أي مدى التونسيون مطلعون على القضية الصحراوية؟ * التونسيون لا يعرفون أن هناك دولة عربية باسم الجمهورية العربية الصحراوية، والنظام السابق كان يغلق على الموضوع بشكل قمعي، ونريد عبر الفيلم الوثائقي أن نبين أن هناك حقائق لا بد أن تظهر عبر أدوات الثقافة والسينما بشكل خاص. - أنتم منذ أيام بتيندوف، تزورون مخيمات اللاجئين الصحراويين للمشاركة في فعاليات أرتيفارتي الفنية، ما هو انطباعكم لحد الآن؟ وماذا يمكن أن تقولوا بخصوص ظروف حياة اللاجئين الصحراويين؟ * الظروف صعبة فعلا، وعرفنا أنه أقدم مخيم للاجئين في العالم وأكبره على الإطلاق، ولكن ما شدني هو دور المرأة الجبار في تنظيم حياة اللاجئين، إنها بحق تعكس مثال حقوق المرأة في الوطن العربي، وتعطي درسا كبيرا لحقوق المرأة التونسية التي اشتهرت بحريتها. وأكثر ما أدهشني في كل هذا هو الموقف الجزائري البطولي اتجاه القضية، فالدولة الجزائرية تدعم القضية منذ 39 سنة، ومنحتهم اللجوء على ترابها بولاية تيندوف، ووفرت كل ما يمكن توفيره طوال هذه المدة، إنه موقف لا يمكن لأي دولة أن تفعله بهذه الشجاعة، فعلا أنا منبهر ومتأثر جدا بهذا الموقف. - بالعودة إلى الفيلم الوثائقي المرتقب إنتاجه، ماذا ستتناولون بالضبط؟ * سيتم التطرق إلى المسار التاريخي للقضية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على الجوانب الاجتماعية التي تبرز تضامن المجتمع الصحراوي مع بعضه، والمعاناة في مخيمات اللاجئين، مع نقل شهادات لبعض الشخصيات، وكذا مسار القضية الصحراوية السياسي والحربي. اِلتقته بمخيمات اللاجئين الصحراويين: دليلة مالك