عرف اليوم الرابع للقاءات السينمائية ببجاية، أول أمس، عرض عدد من الأفلام الأوربية، خاصة تلك التي تعالج القضايا الإنسانية كقضية الشعب الصحراوي، مع عرض فيلم ''الأرض الضائعة'' الذي شحن عواطف الحاضرين للتضامن مع الصحراويين. وقف أمس، المشاركون في اللقاءات السينمائية ببجاية، على حقيقة معاناة الشعب الصحراوي عبر الفيلم الوثائقي الطويل ''المخيّم'' للمخرج بيار فوندروير، الذي يتتبع مأساة تشرّد الشعب الصحراوي من بدايتها سنة 1975، مرورا بعدد من المحطات التاريخية في نضاله من أجل الاستقلال. وأوضح المخرج جون إيف وندي، أن تسمية الفيلم ب''الأرض الضائعة''، يعني به المجال الجغرافي الذي وضعته الجزائر تحت تصرف الصحراويين الفارين من بطش جنود الحسن الثاني. وركّز المخرج على معاناة الصحراويين الشديدة ورحلة الفرار من ديارهم بمدن العيون والسمارة في اتجاه الأراضي الجزائرية. وعزّز المخرج الصور الرهيبة والمؤلمة بشهادات مثيرة للصحراويين، حيث يكشف أحدهم زنهم كانوا يفرّون في كل اتجاه، بينما كانت الطائرات المغربية تقصف المخيمات وتقتل الناس بالعشرات، دون مراعاة للطفل أو المرأة الحاملة. ويروي آخرون معاناتهم مع الرحلة الطويلة، أين قتل الكثير من الرجال والنساء وسط صراخ الأمهات وبكاء الأطفال المتكرر بسبب الخوف والجوع والعطش. استطاع الفيلم أن يعكس بقوة معاناة الشعب الصحراوي، حيث استغل عدد كبير من الممثلين الأوربيين والتونسيين والأفارقة العرض، للتعبير عن تضامنهم المباشر مع قضية الشعب الصحراوي. وتكريم الفيلم '' الأرض الضائعة '' .