دعا اسماعيل بن قايد علي، رئيس مصلحة الأمراض الجلدية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا ورئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الجلدية، إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من بعض الأمراض الجلدية الناجمة عن الفطريات والطفيليات التي تنتشر نتيجة عدم التجفيف الجيد لأعضاء الجسم بعد استعمال الماء، واعتبر الحمامات وأماكن الوضوء بالمساجد من أكثر الأماكن التي تنتشر فيها مثل هذه الأمراض، نتيجة العدوى. يشرح اسماعيل بن قايد ل«المساء”، على هامش الملتقى الطبي ال 24 لأمراض الجلد الذي انعقد مؤخرا بفندق الأوراسي، خطورة الأمراض الجلدية الناجمة عن الفطريات والطفيليات قائلا؛ “يرجع سبب انتشار أمراض الجلد الناتجة عن الفطريات بدول المغرب العربي على غرار؛ تونس، الجزائر والمغرب، إلى اشتراكها في بعض العوامل البيئة؛ كالحرارة والرطوبة، مما يؤمن لمثل هذه الطفيليات جوا ملائما للنمو والتكاثر”. ويضيف محدثنا؛ “تنتشر مثل هذه الأمراض الجلدية على شكل حبوب أو احمرار يظهر على منطقة الفخذين، بين أصابع الرجلين واليدين، أسفل منطقة الإبط والصدر عند النساء، وتنتشر مثل هذه الأمراض عند الأشخاص كثيري التعرق الذين لا يعطون للنظافة أهمية ولا يحرصون على تجفيف أماكن التعرق، مما يفتح المجال واسعا للطفيليات لكي تتكاثر وتنتشر. وجاء على لسان محدثنا أن مثل هذه الأمراض الجلدية، على الرغم من أنها أمراض غير مزمنة، إلا أن عدم العناية بها يؤدي إلى تفاقم المرض من جهة، كما أن فترة علاجه قد تطول وتكلف الفرد والدولة أموالا باهضة، يقول؛ “تعتبر الوقاية من الأمراض الجلدية الناجمة عن الطفيليات من أبسط الطرق، يكفي فقط أن يقوم الشخص بالتجفيف جيدا عند استعمال الماء، فمثلا الشخص المصلي قد يستعمل الماء خمس مرات في اليوم، غير أنه لا يولي أهمية كبيرة لتجفيف الأماكن التي تتجمع بها المياه كتلك الموجودة بين أصابع اليدين، الرجلين والوجه، وعادة، نجد بعض المصلين بالمساجد بعد الوضوء مباشرة، يتجهون بوجوههم وأقدامهم المبللة للصلاة، ونتيجة الاحتكاك الذي يحدث بين المصلي وزريبة الصلاة، تنمو مثل هذه الطفيليات التي تعتبر الرطوبة بالنسبة لها فضاء خصبا للانتشار، مما يجعل البعض يصاب بالعدوى. من أجل هذا، يقول رئيس مصلحة الأمراض الجلدية إن أطباء الجلد اليوم يتجهون إلى التركيز على الجانب الوقائي، عن طريق تنبيه الناس لأهمية التجفيف باستعمال مناشف نظيفة، وضرورة الاتصال بطبيب الجلد في حال ظهور أي نوع من الاحمرار على الجلد أو ما يصطلح على تسميته باللغة العامية “بالذبيحة”. يكفي أن يقوم المريض بحك مكان الاحمرار ولمس مكان آخر من الجلد لينتشر المرض في كل أنحاء الجسم، من أجل هذا، دعا محدثنا إلى ضرورة الاتصال بطبيب الجلد لاسيما وأن الأدوية موجودة على شكل مراهم وسوائل، وقال؛ “ينبغي لعامة الناس أن يتجنبوا الاشتراك في مناشف التجفيف لأنها تعد من أكثر المواد التي تساعد على انتشار الأمراض الجلدية، خاصة إذا كانت مبللة “رطبة”، من أجل هذا، ينبغي توعية المواطنين بضرورة أخذ الحيطة والحذر من مناشف الحمامات العمومية. أما أكثر الأمراض الجلدية الناجمة عن الطفيليات خطورة، فهي تلك التي تصيب أظافر اليدين والرجلين، حيث قال محدثنا؛ إن مثل هذه الطفيليات التي تصيب الأظافر، تتطلب العلاج الباطني والخارجي، كما أن الشفاء منها قد يطول وتكاليفه باهظة، لتظل الوقاية خير علاج. من جملة المفاهيم الخاطئة حول بعض الأمراض الجلدية المرتبطة بالطفيليات، حدثنا الدكتور اسماعيل عن مرض جلدي يسمى ب”بقع الكبد”، وهي عبارة عن بقع بنية أو بيضاء تظهر عند الشباب عموما، ويعتقد البعض أن مصدرها راجع إلى الإكثار من تناول بعض الأطعمة، خاصة تلك المقلية، غير أن هذا المفهوم خاطئ، لأن وجود هذه البقع يدل على الإصابة بمرض جلدي مصدره الفطريات، وأن علاجه بسيط، يكفي الاعتماد على بعض الكريمات التي ينصح بها أطباء الجلد. يختم رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض الجلدية حديثه ل«المساء” قائلا؛ “نعتمد اليوم في مجال علاج الأمراض الجلدية على الوقاية، وننصح المواطنين بضرورة الاتصال بأطباء الجلد عند ظهور أي نوع من الاحمرار، مشيرا في هذا السياق أن الجزائر اليوم تحصي 462 طبيبا مختصا في أمراض الجلد، بعدما كان عددهم لا يتجاوز العشر أطباء في سنوات السبعينات، ولعل هذا ما جعل بعض الأمراض الجلدية تتراجع في الجزائر، على غرار داء الصدفية.