أكد رئيس الجمعية الجزائرية لأطباء الجلد بالجزائر ورئيس مصلحة الأمراض الجلدية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، السيد إسماعيل بن قايد علي، أن مرض الليشمانيوز عرف تراجعا كبيرا في الجزائر، موضحا أن النتائج الجيدة المسجلة في هذا المجال جاءت بعد أن اعتمدت الجزائر برنامجا شاملا لمكافحة المرض والقضاء عليه نهائيا تم من خلاله تجنيد الأخصائيين في الأمراض الجلدية وآخرين في الأمراض المعدية بالتنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية مثل الفلاحة والتنمية الريفية، الداخلية والجماعات المحلية والموارد المائية. وأوضح المتحدث، بمناسبة انعقاد الملتقى ال 124 للأمراض الجلدية، أن علاج الأمراض المتعلقة بالجلد تحسن كثيرا في الجزائر، حيث شهدت الأمراض الطفيلية والفطريات تراجعا معتبرا، مرجعا ذلك إلى الشق الثاني الذي يعتمده أطباء الجلد في عملهم وهو الشق الوقائي، الذي يسمح في حال الالتزام به بتفادي الكثير من الأمراض التي تصيب الجلد. كما أضاف المتحدث -في هذا السياق- أن عدد الأخصائيين في الأمراض الجلدية في الجزائر لم يكن يتعدى خلال السبعينات ال 10 أطباء وأن العدد ارتفع حاليا إلى 462 أخصائيا موزعين على كامل التراب الوطني. وحسب الأستاذ علي بن قايد فإن داء الليشمانيوز كان منتشرا كثيرا في الصحراء، خاصة بولايات خنشلة، بسكرة، أم البواقي والمسيلة وغيرها من المناطق الجنوبية، إلا أنه تراجع بشكل كبير في هذه المناطق بفضل العمل الوقائي والتحسيسي المرتكز على ضرورة السهر على ضمان النظافة. وفيما يتعلق بالأمراض الجلدية المعدية المنتشرة بالجزائر، أرجع المختص الإصابة بها إلى عوامل بيئية وفي مقدمتها نقص النظافة، داعيا جميع أفراد المجتمع إلى الاهتمام بها وتجنب استعمال نفس المناشف والمشط وأدوات الحلاقة والسهر على النظافة بالحمامات التقليدية ومحلات الحلاقة وغيرها. للإشارة، يشارك في الملتقى الوطني ال 124 للأمراض الجلدية، الذي انعقد يومي 11 و12 أكتوبر الجاري من 500 إلى 600 مختص من الجزائر، تونس والمغرب، فضلا عن أخصائيين في الأمراض الجلدية من فرنسا والخارج، حيث تطرق إلى المستجدات التي شهدها هذا الاختصاص من خلال بعض المحاور الهامة كالأمراض الجلدية التي لها علاقة بالجهاز المناعي والحساسية، فضلا عن الأمراض التي لها علاقة أيضا بالاضطرابات النفسية والتي يقتضي علاجها الاستعانة بأخصائيين في الأمراض النفسية وحتى العقلية لعلاج هؤلاء المرضى. بالمناسبة، تم تكريم أعمال مختصين شباب في الأمراض الجلدية من كل من الجزائروتونس والمغرب والمتفوقين في شهادة الأطباء المقيمين في اختصاص أمراض الجلد.