أكد المختصون في أمراض الجلد على ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة إزاء الأسباب التي تؤدي للإصابة بسرطانات الجلد كسوء التغذية التي تساهم في نقص الفيتامينات المفيدة لبنية الجلد وكذلك الأمراض الناجمة عن استهلاك الأدوية بالإضافة إلى لعب الشمس دورا قويا في خلق أمراض مزمنة يعاني منها المريض في عدة مناطق من جسمه سواء الوجه أوالظهر،كما شددوا في ذات السياق على مخاطر التوجه إلى بعض الأماكن العمومية التي تعتبر فضاءات لانتقال الأمراض الجلدية تكون في شكل فطريات وهوما يستلزم منهم مراعاة نظافة أجسامهم كسبيل للوقاية والقضاء على البكتيريا الملتصقة فيهم. طرح أخصائيوالجلد الذين شاركوا في المؤتمر الوطني 22 لأمراض الجلد الذي انعقد نهاية الأسبوع الفارط بفندق الأوراسي مجموعة من الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة بالجلد التي يتعرض لها الأشخاص في حياتهم وفي مجالات تعاملاتهم اليومية وخاصة في كيفية وأوقات تعرضهم للإصابة التي تتم عادة على مستوى المسابح،الحمامات التقليدية والمساجد حيث تكثر التجمعات الإنسانية ويكون الأشخاص عرضة للاحتكاك مع بعضهم البعض عن طريق الإلتصاق واستعمال نفس المرفق وهي أسباب تكفي لإصابتهم بالأمراض الجلدية المنتشرة غالبا هناك والتي تعرف ب ''ميكوز كوتاني ''. وفي سلسلة المداخلات التي تمت لإثراء النقاش،كشف البروفيسور ''بوني بلون '' بعض الأعراض التي يمكن أن تظهر نتيجة عدة أسباب لها علاقة بالطبيعة الجينية لجسم المصاب والتي تؤدي إلى خلق الفيروسات المسببة للمرض الجلدي الذي يلتقطه في المكان الذي يتواجد فيه والتي تظهر عنده عن طريق انتقال العدوى بفعل المرافقة،كما تطرق ذات المتحدث إلى دور الفيروس الذي يبدأ بالتأثير انطلاقا من الأسبوع الثاني وإلى غاية السادس حيث تشير المعطيات إلى أن 85 في المائة من حالات الإصابة الجلدية تخص الظهر بينما المتعلقة بالوجه فقد بلغت 50 في المائة. ومن جهته،أكد البروفيسور ''إسماعيل بن قايد علي '' رئيس المؤسسة الوطنية للأمراض الجلدية أنه ينبغي الحرص التام من طرف الأشخاص والحذر الشديد أثناء تواجدهم في مختلف الأماكن التي من شأنها نقل لهم البكتيريا والفطريات حيث يجب على كل واحد أن يمتلك ثقافة النظافة بالماء والصابون بهدف التخلص منها ومسح أي سبب يمكن أن يؤدي للإصابة بمرض جلدي. ''استهلاك الأدوية دون وصفة طبية يتسبب في أمراض جلدية خطيرة '' وفيما يتعلق بالعلاج أكد المختص أن السوق الجزائرية تتوفر على عدة أصناف من الأدوية المضادة للفطريات معظمها في متناول المريض ومعوضة من طرف صندوق الضمان الاجتماعي. وبالنسبة ل''الميكوز'' التي تصيب الأظافر خاصة أظافر القدم أبدى الاستاذ بن قايد علي ارتياحه للوعي والثقافة المنتشرة بالمجتمع حيث أصبح المواطن --كما قال- يهتم بهذا الداء ويستشير الطبيب للتكفل به داعيا المصابين الى التحلي بالصبر لان العلاج يعطي نتائجه الايجابية على المدى الطويل وحذر من استعمال أدوات تقليم الأظافر من طرف عدة أشخاص كما نصح بتقليم الأظافر غير المريضة قبل غيرها حتى لا تنتقل الجراثيم من المريضة الى غير المريضة منها مع تنظيف هذه الأدوات أوتعقيمها قبل الاستعمال. وبالنسبة لأمراض البشرة التي تظهر في شكل بقع تشبه جلد النمر والتي تعرف ب''بيتيريازيس فيرسيكلور'' والتي تشهد انتشارا واسعا بالبلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط نتيجة الحرارة الرطبة أكد الاستاذ بن قايد علي أن هذا المرض يصيب البشرة ويتسبب في تعقيدات على الأعضاء الأخرى للجسم. وحسب نفس المختص فان الغالبية من الاشخاص الذين يصابون بهذه البقع يعتقدون أن لها علاقة بأمراض الكبد أونتيجة نظام غذائي معين مؤكدا بأن هذه البقع ''لاعلاقة لها بأمراض الكبد ولا النظام الغذائي بل أن المتسبب فيها الرئيسي هي الحرارة المصحوبة بالرطوبة لا غير'' وركز المشاركون في هذا اللقاء من جهة أخرى على استعمال أشعة الليزر كتنولوجيا حديثة في التجميل والعلاج حيث أكدوا على تزويد المستشفيات بهذه التقنية التي تدخل في علاج الأورام والأوعية الدموية. ودقوا ناقوس الخطر حول مواد الطب البديل المنتشرة بالسوق والتي لا تخضع لأية مراقبة سواء من طرف وزارة الصحة أووزارة التجارة مؤكدين أن الأجانب الذين يروجون لهذه المواد التي تشهد اقبالا كبيرا من طرف المواطنين يربحون على حساب الصحة العمومية والاقتصاد الجزائري وحسب المختصين في الأمراض الجلدية فان مواد التجميل التي لا تخضع للمراقبة والعقاقير التقليدية التي تباع فوق الأرصفة أدت الى إصابة العديد من المواطنين وتسببت في الوفاة في العديد من الحالات مؤكدين أن المستشفيات والمؤسسات العمومية هي التي تتحمل النتائج الوخيمة لهذه العقاقير وحذروا في نفس السياق من الاستهلاك المفرط للأدوية التي يتناولها المريض دون وصفة طبية والتي تتسبب هي الأخرى في أعراض جانبية وأمراض جلدية خطيرة. وتطرق المشاركون في هذا اللقاء الى ممارسة التجميل المعروف ب''بيلينغ'' خاصة في بلد مشمس مثل الجزائر ومزايا وسلبيات هذه الممارسة ودعوا الى وضع سجل وطني لسرطان الجلد والبشرة على غرار أنواع السرطان الأخرى المنتشرة بالجزائر.