قال وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي أن الجزائر ستعمل على تجنيد كل الطاقات المتوفرة لديها سواء كانت طاقات متجددة أو محروقات وحتى الطاقة النووية “على المدى البعيد”، مشيرا إلى أن هناك طموحا جزائريا للعب دور في ترقية الطاقات المتجددة من خلال برامج تم وضعها، لكنه شدد في السياق على أهمية التكوين والابتكار وتصنيع التجهيزات الخاصة بهذا المجال داخل الجزائر من أجل تخفيف التكاليف الباهظة لهذا النوع من الطاقة. وشرح يوسفي خلال ندوة دولية حول فرص الاستثمار في قطاع الطاقة وإمكانيات تطوير الغاز الصخري بالجزائر، نظم أمس، بالعاصمة، أهم الأهداف التي تحرك مشاريع الجزائر في هذا القطاع، ويأتي في مقدمتها “ضمان الأمن الطاقوي للجزائر” ليس على المدى القصير وإنما من الآن إلى خمسين سنة، حيث تعمل الجزائر على توفير الطاقة بتجنيد كل الإمكانيات والوسائل المتاحة. كما تأخذ بعين الاعتبار وهي تسطر برامج هذا القطاع –كما أوضح يوسفي- “الاستمرار في تصدير الكميات اللازمة من المحروقات التي تسمح بتغطية حاجيات البلاد”، مشيرا إلى أن الجزائر تملك الهياكل والإمكانات والخبرة لذلك. أما ثالث هدف تحدث عنه فهو “المشاركة في التصنيع وخلق مناصب شغل وإنتاج أكبر قدر من التجهيزات التي تدخل في الصناعة الطاقوية”. في هذا الإطار، أكد خلال تصريحات صحافية أدلى بها على هامش الملتقى، انه من المهم لتطوير الطاقات المتجددة ان يتم صنع التجهيزات الخاصة بها هنا، كما شدد على أهمية الدور الذي يلعبه الابتكار وبالتالي مراكز البحث لتطوير التكنولوجيا المستخدمة في هذا المجال، بغية خفض تكاليف إنتاجها. وتأسف لكون غالبية البلدان التي تملك مؤهلات وقدرات في الطاقات المتجددة لاسيما الطاقة الشمسية، “لاتستفيد من التمويل والتكنولوجيات التي تمكنها من تطويرها على مستواها الداخلي”. وكان انعقاد الملتقى الذي يدوم يومين والذي تحضره أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة لاسيما في المحروقات مثل “هاليبورتون” و«توتال” و«ريبسول” و«اناداركو” و«ستاتويل” و«جي دي اف”، فرصة لعرض أهم البرامج الجزائرية والمشاريع المسطرة في مجال الطاقة على المديين المتوسط والبعيد. سوناطراك: خلق صناعة بيتر وكيماوية مع الشركاء في 2015 في هذا السياق، تحدث الرئيس المدير العام لشركة سوناطراك السيد عبد الحميد زرقين عن مشاريع هامة تنتظر الشركة الوطنية للمحروقات من الآن إلى 2015، مشيرا إلى أن حجم الاستثمارات بلغ 10 ملايير دولار خلال 2012. وشدد زرقين على أن رفع الرهانات التي تواجه الشركة يجب ان يمر عبر تطويرها والاستثمار في التكوين، مشيرا إلى أنه بين 2012 و2016 تنوي الشركة استكشاف 10 آلاف متر مربع سنويا، وحفر 160 بئرا، وتطوير المحروقات غير التقليدية من أجل رفع احتياطات البلاد، دون أن تغفل التزاماتها تجاه البيئة، كما تحدث عن مشروع إنجاز أربعة مصاف عبر الوطن لرفع قدرات الجزائر في إنتاج المشتقات البترولية. كما تطمح سوناطراك من الآن الى 2015 إلى خلق “صناعة بيتروكيماوية حقيقية” في الجزائر وذلك عن طريق الشراكة. وكان الملتقى فرصة لمديرها العام من أجل توجيه نداء لمسؤولي الشركات العالمية الحاضرة من أجل تحقيق هذا الهدف. سونلغاز: استثمار 80 مليار دولار بين 2012 و2022 من جانبه، عرض الرئيس المدير العام لسونلغاز الخطوط العريضة لبرنامج شركة الكهرباء والغاز الاستثماري على المدى الطويل. وبعد أن ذكر بأن نسبة الاستفادة من الكهرباء في الجزائر بلغت قرابة 98 بالمائة، فيما بلغت بالنسبة لغاز المدينة 47 بالمائة في 2011، كشف نور الدين بوطرفة عن مخطط لتطوير الشركة بقيمة 80 مليار دولار يمتد من سنة 2012 إلى سنة 2022. وقال إن الشركة تطمح إلى مضاعفة الهياكل الخاصة بالكهرباء خلال الخمس سنوات القادمة من أجل توفير 24 ألف ميغاواط. أما بخصوص الطاقات المتجددة، فقال إن هناك انشغالا لتقليص تكلفتها الكبيرة، مشيرا إلى أن الجزائر تملك قدرات هامة في هذا المجال، لاسيما الطاقة الشمسية التي يمكنها أن توفر في آفاق 2030 حوالي 22 ألف ميغاواط، وسيكون جزء منها سيوجه للتصدير، كما أوضح مضيفا انه بحلول 2030 يتوقع أن تساهم الطاقات المتجددة في الاستهلاك الوطني للطاقة بنسبة 40 بالمائة.