شكل موضوع مرض سرطان الثدي، محورا نقاش في اليوم الطبي الذي احتضنته جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة نهاية الأسبوع الماضي، بحضور عدد معتبر من الأساتذة والدكاترة المختصين من قسنطينةوالجزائر العاصمة، الذين أكدوا على ضرورة اللجوء الى الكشف المبكر لتفادي تعقيدات هذا المرض الذي يصيب حوالي مليون امرأة في العالم كل سنة. الدكتورة بوزيد من مصلحة الوقاية من أمراض السرطان بمستشفى مصطفى باشا بالعاصمة، كشفت أن سرطان الثدي في الجزائر أضحى يسجل أرقاما مخيفة، حيث وبعدما كانت الإحصائيات تؤكد وجود 300 امرأة مصابة بهذا المرض الخبيث سنة 1994، تطور العدد الى 1254 مريضة سنة 2005، ليرتفع الرقم في الثلاث السنوات الأخيرة بشكل كبير، حيث أصبحت الجزائر تسجل 7 آلاف حالة جديدة في السنة، حسب الدكتورة بوزيد، التي أضافت أن هذا النوع من السرطان يوجد بنسبة 90 عند النساء، ويصيب 1 من الرجال. ويعد سرطان الثدي من أول أسباب الموت عند النساء بوفاة 50 من المصابات بسبب عدم الكشف المبكر، وهو يصيب فئة عمرية شابة مقارنة بالدول الغربية، حيث تتراوح الفئة العمرية التي يصيبها في الجزائر بين 40 و59 سنة وبنسبة 25 الفئة الأقل من 38 سنة، حسب تأكيد الدكتورة بوزيد، في حين أن هذا المرض يصيب الفئات الأكبر من 60 بفرنسا التي تحتل المرتبة الثالثة من ناحية عدد المصابات في العالم بعد كل من السويد وبريطانيا. من جهته، أكد البروفيسور بركات من مصلحة أمراض النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي بقسنطينة، أن سرطان الثدي بالجزائر يصيب امرأة من بين 14 امرأة. وللحد من انتشار هذا المرض، أكد على تفعيل دور الكشف المبكر عن طريق بذل مجهود أكبر، خاصة على مستوى مصالح الطب العام،.. والمريضات اللاتي يقمن بالكشف المبكر لم يتطور المرض عندهن وتم معالجتهن بصفة نهائية. تشخيص المرض حسب الدكتور هوام من مصلحة الياسمين بقسنطينة، يكون غالبا متأخرا، وهو ما يستدعي القيام بالتدخل الجراحي للقضاء على الأنسجة المصابة بالتورم. وقد سجل مركز ماري كوري بالعاصمة سنة 2007، حسب تأكيد الدكتور فيلالي، 900 جراحة لاستئصال ورم سرطان الثدي، 20 من المعنيات نساء أقل من 40 سنة، حيث أضحى المركز يستقبل حوالي 350 حالة جديدة كل سنة، ويجري 192 جراحة لزراعة ثدي في بعض الأحيان تكون ناجحة. مرض سرطان الثدي الذي أضحى من الأمراض الخطيرة التي تحصد أرواح العديد من النساء في الجزائر، والذي تتعدد أسبابه من التخلف في الزواج، الإرضاع، الوراثة، الاضطرابات الهرمونية الناتجة عن تناول أدوية منع الحمل، والتغذية الدسمة في بعض الأحيان، يمكن التحكم فيه، حسب تأكيد العديد من الأساتذة والأطباء المشاركين في أشغال الملتقى، عن طريق التحسيس وسط النساء والاعتماد على الفحص الذاتي قبل اللجوء الى الطبيب للتأكد من أي ورم.