أكد رئيس المجلس العلمي لجمعية نور الضحى البروفيسور صالح ديلام أنه يتم الكشف المبكر عن 5000 إلى 7000 حالة سرطان ثدي جديدة سنويا في الجزائر، فحتى مع التقدم البارز الذي تم تحقيقه في مجال مكافحة مرض السرطان، يبقى هذا الأخير من بين أهم الأسباب الرئيسية للوفيات في العالم ويظهر سرطان الثدي من بين السرطان الأكثر شيوعا منها. ولوضع الأصبع على أهمية التشخيص للوقاية منه أشرفت الجمعية على تنظيم ندوة صحفية بمناسبة الشهر العالمي لسرطان الثدي نهاية الأسبوع تحت شعار ''سرطان الثدي... لنتحدث عنه'' الهدف من اللقاء بعث الحملة التحسيسية والوقائية على مستوى أوسع من خلال وسائل الإعلام. و أشار البروفيسور ديلام خلال الندوة إلى أن هذا المرض لازال يخلف العديد من الضحايا نظرا للعدد المتزايد للمصابات اللواتي يتوافدن على المراكز المتخصصة مؤكدا أن الأمر يتعلق بالسرطان الأكثر انتشارا في الجزائر بعد سرطان عنق الرحم، مشيرا إلى أن معدل الوفيات بسبب هذا الداء انخفض إلى 30 بالمائة نظرا للجهود المبذولة في مجال التكفل، مؤكدا أيضا على تراجع حجم الورم الذي انتقل من 5 سم إلى 3 سم بفضل الجهود التي يبذلها البروفيسور بن ديب بمركز بيير وماري كوري لعلاج السرطان بمستشفى مصطفى باشا على وجه الخصوص. وحسب البروفيسور ديلام فإن المرض يتزايد لدى النساء الشابات عكس البلدان المتطورة حيث يتجاوز معدل عمر المصابات 50 سنة في حين أن سرطان الثدي في الجزائر يصيب النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 40 و50 سنة، وأضاف في هذا السياق أنه لا يمكن تقديم أي رقم دقيق حول عدد المصابات لأنه لا يوجد كشف مبكر بأتم معنى الكلمة بل تشخيص فقط. وفيما يتعلق بتوسيع عملية التشخيص قال البروفيسور إن الكشف يقتضي وجود منظمة حكومية ومهنية أي هياكل وتجهيزات في مجال الأشعة الطبية وأشعة الكشف عن أمراض الثدي عبر التراب الوطني، مبرزا ضرورة توفر أطباء مختصين في سرطان الثدي ومختصين في الأشعة الطبية لتفسير الصور بالأشعة. إلا أن البروفيسور ديلام أوصى باللجوء إلى الكشف المبكر الموجه من خلال الاهتمام بالعائلات المعرضة لخطر الإصابة إثر تسجيلها لحالات إصابة بسرطان الثدي كما اقترح على أفراد هذه العائلات (الأخوات والعمات والخالات وغيرهن...) اللاتي سجلت لديهن في الماضي أكثر من ثلاث حالات إصابة بسرطان الثدي استشارة أطباء عموميين. أما فيما يخص الأعراض الظاهرة لسرطان الثدي فإن البروفيسور ديلام أوضح أنه يتعين على النساء اللواتي يتراوح سنهن بين 40 و50 سنة اللواتي يلاحظن ظهور كرية أو عقدة صغيرة على مستوى الثدي يزداد حجمها يوما بعد يوم، وقد تنزف أحيانا، استشارة الطبيب موضحا أن الأكياس التي غالبا ما تظهر عند الشابات لا تبعث على القلق. وأوضح أن العوامل البيئية على غرار موانع الحمل وعدم الإرضاع والإشعاعات من ضمن أسباب الإصابة بداء سرطان الثدي. ومن جهتها وجهت رئيسة جمعية نور الضحى السيد سامية قاسمي تحية لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بشأن نظام التعاقد بين المستشفيات والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي الذي وضعه منوهة أيضا بفتح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي فروع لأشعة الثدي خلال سنة 2009 بغرض الكشف المبكر عن سرطان الثدي. وستحتفل الجمعية بالشهر العالمي لسرطان الثدي من خلال تنظيم يوم دراسي في 23 أكتوبر المقبل بالجزائر العاصمة.