انتقل المسعى الفلسطيني للحصول على صفة الدولة “غير العضو” على مستوى الهيئة الأممية إلى الانشغال الثاني لدى المجموعة الدولية بعد ملف الأزمة السورية مع اقتراب عرض الطلب على التصويت أمام الجمعية الأممية قبل نهاية الشهر الجاري. فمع إصرار الجانب الفلسطيني على مواصلة خطوته إلى غاية نهايتها رغم التهديدات الإسرائيلية والتحذيرات الأمريكية انقسمت المجموعة الدولية بين عرب مؤيدين للمبادرة الفلسطينية وغرب رافض لها. وجدد وزراء الخارجية العرب في البيان الختامي لمجلس الجامعة العربية في دورته غير العادية التي اختتمت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء بالعاصمة المصرية دعمهم التام لطلب السلطة الفلسطينية برفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو في الأممالمتحدة على حدود الرابع من جوان لعام 1967 والقدس الشرقية عاصمة لها. وتفاجأ الوزراء العرب لتراجع فرنسا عن موقفها الداعم لهذه الفكرة التي كانت أيدتها العام الماضي بعد أن نادت فقط باستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة عن طريق تطبيق حل الدولتين. وتراجعت فرنسا عن موقفها الأولي بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى العاصمة باريس بداية الشهر الجاري، حيث راح رئيسها الاشتراكي فرانسوا هولاند يحذر من الخطوة الفلسطينية الباحثة عن اعتراف أممي ولو كدولة غير كاملة العضوية والتي كان سابقه نيكولا ساركوزي قد أبدى دعمه التام لها. وهو ما جعل وزارة الخارجية الفرنسية تؤكد فيما بعد أن الموقف الفرنسي في دعم حل الدولتين لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لا يحمل في طياته أي تردد لتكون فرنسا بذلك قد ضمت صوتها إلى صوت الولاياتالمتحدة ومعها إسرائيل بما يكشف عن رغبة غربية إسرائيلية لتعطيل الخطوة الفلسطينية. وهو الأمر الذي تدركه جيدا السلطة الفلسطينية ودفع ذلك بمسؤوليها إلى التأكيد على التمسك بموقفهم ومواصلة حشد الدعم لخطوتهم مهما كانت النتائج والعواقب. وفي هذا السياق، يواصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس جولته في عدد من عواصم العالم التي كان استهلها أول أمس بالرياض السعودية ثم القاهرة قبل أن ينتقل إلى سويسرا ثم فرنسا في مهمة لشرح رهانات وأسباب المبادرة الفلسطينية وخاصة إقناع المسؤولين الفرنسيين بتأييدها. وبينما راح الرئيس عباس يبحث عن دعم لمسعاه سارع صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين إلى نفي الاتهامات التي تناقلتها وسائل إعلام على لسان وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني بإقامتها علاقات غير مشروعة مع مسؤولين فلسطينيين وهددت بنشر مقاطع فيديو تثبت ذلك. وقال عريقات “ندرك أن ثمن الذهاب إلى الأممالمتحدة سيكون باهظا لكن لم نتوقع أن يصل ذلك إلى أعراضنا”، مؤكدا في الوقت نفسه “لن تزيدنا هذه الادعاءات سوى مزيد الصمود والتمسك بالقدس الشرقية وحقوق اللاجئين”. وأضاف “هذه ليست اتهامات إنما ادعاءات مغرضة من قبل أناس وصل فيهم الانحطاط إلى مستوى غير مسبوق وهي مواقع أنباء عربية ولبنانية تعمل لدى جهات إسرائيلية بطريقة خفية”. من جهة أخرى، استشهد أمس شاب فلسطيني متأثرا بإصابته جراء قصف إسرائيلي جديد استهدف حي الشجاعية شرق مدينة غزة.وأكدت المصادر استشهاد الشاب محمد زياد عبد الله قنوع البالغ 20 عاما ليرتفع عدد الشهداء منذ بدء التصعيد الإسرائيلي السبت الماضي إلى سبعة بالإضافة إلى أكثر من 40 جريحا. وكان ستة فلسطينيين استشهدوا وجرح أكثر من 40 آخرين في غزة جوية والقصف بالدبابات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة.