الجزائر- شهدت فعاليات إحياء النكبة الفلسطينية التي حلت يوم الأحد ذكراها الثالثة والستين قمعا عنيفا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أسفر عن استشهاد العديد وإصابة العشرات في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية ومنطقة الجولان السوري المحتل. وشددت قوات الاحتلال الإسرائيلي إجراءاتها العسكرية حيث أطلقت الرصاص على حشود من المتظاهرين على الحدود الإسرائيلية مع كل من سوريا ولبنان وقطاع غزة لإحياء ذكرى النكبة التي طرد وشرد فيها أبناء الشعب الفلسطيني من أرضه عام 1948. ففي قطاع غزة المحاصر أعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد مواطن برصاص قوات الاحتلال المتمركزة في الموقع العسكري (ناحال عوز) شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة بينما أصيب أكثر من 80 آخرين بجروح وحالات اختناق خلال تظاهرات إحياء ذكرى النكبة في مواقع مختلفة بالقطاع. وقال متحدث باسم الخدمات الطبية في غزة أن الجيش الإسرائيلي أطلق نيران أسلحته الرشاشة إضافة إلى قذائف مدفعية وقنابل الغاز على عشرات الفلسطينيين الذين اقتربوا من السياج الفاصل على الأطراف الشمالية. وأسفر إطلاق النار -حسب المصدر- إلى إصابة 60 فلسطينيا من بينهم مصور صحفي تراوحت إصاباتهم بين المتوسطة والخطيرة نقلوا على إثرها إلى مستشفيات في شمال القطاع لتلقي العلاج. أما في محافظة قلقيلية فقد أصيب عدد من المواطنين بحالات اختناق خلال مواجهات عنيفة دارت بين جنود الاحتلال الإسرائيلى وشبان من بلدة (عزون) شرق المحافظة. وفي محافظة القدسالمحتلة أعلنت مصادر طبية أن أكثر من 150 مواطنا أصيبوا في المواجهات التي جرت اليوم على حاجز قلنديا شمال القدس . وأضافت أن عددا من المصابين نقلوا إلى مستشفيات مدينة رام الله بعد إصابتهم برصاص الجيش الإسرائيلي, فيما أصيب العشرات بحالات اختناق بعد إطلاق جنود الاحتلال عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع تجاههم . وفي بلدتي سلوان جنوب الأقصى المبارك والعيسوية ومخيم شعفاط وسط القدسالمحتلة أصيب عدد من المواطنين خلال المواجهات التي شهدتها هذه المناطق. كما شهدت حدود إسرائيل مع سوريا ولبنان تظاهرات شعبية بمناسبة ذكرى النكبة الفلسطينية أسفرت عن إستشهاد ثمانية سوريين ولبنانيين وإصابة العشرات. ففي منطقة مارون الرأس الحدودية بين لبنان واسرائيل استشهد 10 من المتظاهرين المشاركين في مسيرة العودة في جنوب لبنان واصيب 112 بجروح مختلفة بعضهم في حالة الخطر حسب ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية عن بيان لقيادة الجيش. وفي منطقتي (عين التينة) في محافظة القنيطرة السورية المحررة و (مجدل شمس) في الجولان المحتل استشهد شخصين وأصيب 170 بجروح من المواطنين العرب الذين احيوا ذكرى النكبة جراء اعتداء قوات الاحتلال الاسرائيلي عليهم بالرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع حسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا). وكرد فعل على هذه الأحداث عبرت الجامعة العربية عن غضبها وإدانتها لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على المتظاهرين حيث استنكر الأمين العام المساعد للجامعة العربية لشؤون فلسطين محمد صبيح هجوم قوات الاحتلال وفتح أسلحتها الرشاشة تجاه المدنيين العزل. ونوه صبيح بتضحيات الشباب العربي المنتفض على الحدود ضد الاحتلال وظلمه وقال "إنها إضاءة وإضافة جديدة للدفاع عن الحق العربي والفلسطيني" مشددا على أن قوات الاحتلال تستخدم القوة المفرطة والأسلحة المحرمة دوليا بحق المتظاهرين. واعتبر أن ما يجري هو "رد على وهم إسرائيل بأنها كسرت إرادة الشعب الفلسطيني والأمة وهو دليل إضافي على تمسك الشعب الفلسطيني بحقوقه الثابتة وهذه الرسالة تراها اليوم إسرائيل في كل الدول العربية تؤكد أن الأمة العربية غير لاهية عن القضية الفلسطينية". من جهته اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات أن الفلسطينيين والعرب أكدوا في تحركاتهم اليوم وبصوت مرتفع على أنه لا تنازل عن الحقوق والثوابت الفلسطينية رغم كل أشكال "الإجرام" الإسرائيلي بمختلف ممارساته. ورأى عريقات أن "إسرائيل أصرت اليوم على التأكيد أنها لا تتعامل مع القضية الفلسطينية إلا من خلال الرصاص مشددا على دعم القيادة الفلسطينية لكل تحرك سلمي داخل وخارج فلسطين من أجل نصرة القضية الفلسطينية". من جهتها اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "أحداث اليوم داخل فلسطين وعلى حدودها بالتزامن مع إحياء الذكرى السنوية 63 ليوم (النكبة) بمثابة نقطة تحول في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي". وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري إن أحداث اليوم "دليلا على أن الشعب الفلسطيني يريد إنهاء الاحتلال وتحقيق العودة وأنه لا تراجع عن هذا القرار مهما كلف ذلك من ثمن" داعيا إلى "تنظيم أكبر حملة إدانة دولية للجرائم الإسرائيلية التي ارتكبت اليوم ضد المدنيين خلال المسيرات السلمية". وبدورها أدانت سوريا "بشدة" الممارسات الإسرائيلية "الإجرامية" في الجولان وفلسطينوجنوب لبنان مطالبة المجتمع الدولي بتحميل اسرائيل كامل المسؤولية. واعتبرت وزارة الخارجية السورية في بيان لها اليوم أن "الحراك الشعبي الفلسطيني هذا اليوم ناجم عن استمرار تنكر إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية ومواصلة اغتصابها للأرض والحقوق وتهربها من استحقاق السلام العادل والشامل". وكانت العديد من المدن الفلسطينية والعواصم العربية والأوروبية شهدت خلال الأيام القليلة الماضية مسيرات واعتصامات جماهيرية حاشدة لإحياء هذه الذكرى و لدعوة المجتمع الدولي بصفة عامة ومنظمة الأممالمتحدة على وجه الخصوص لتحمل مسؤولياتهما التاريخية لتنفيذ القرار الأممي 194 وإعادة الحقوق الشرعية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وعلى رأسها حق العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.