خلال جولتنا الإستطلاعية ببلدية بن عكنون، استوقفتنا مشاهد العديد من المواطنين الواقفين أمام صور المترشحين للإنتخابات المحلية ببلدية بن عكنون بالعاصمة، ولمسنا نيتهم بالمشاركة في هذا الاستحقاق السياسي الذي لم يعد يفصلنا عنه سوى أيام معدودات، حيث أكد قاطنو هذه البلدية ل«المساء” أن الانتخاب يهمهم وسيمنحون صوتهم لمن هو أحق بتمثيلهم في المجالس الشعبية القادمة، والتغيير أول هدف يطمحون له على أمل أن تسير الإنتخابات في ظروف جيدة وتتوفر على الشروط التي تضمن نزاهتها وشفافيتها. وسجلت “المساء” خلال زيارتها لبلدية بن عكنون بالعاصمة، أن المواطنين على أتم استعداد للإدلاء بصوتهم في الانتخابات المحلية المقررة يوم 29 نوفمبر الجاري، شرط أن يتميز هذا الموعد الهام بالنزاهة والشفافية وتعود الكلمة فيه للمواطن الذي سيختار الأسماء التي ستمثلهم في المجالس الشعبية المقبلة، حيث يطالب سكان بلدية بن عكنون بالتغيير ويأملون في غد أفضل، لأن المجالس السابقة حسبهم لم تقدم لهم سوى مجموعة من الوعود وعبارات قيلت في الحملات الانتخابية، ولم تأت ثمارها على مدار عهدة كاملة، لتبقى البلدية بحاجة لمشاريع تنموية وحلول للمشاكل الاجتماعية للمواطنين الذين لم يجدوا حلا في الوقت الراهن سوى تجديد الثقة في منتخبين جدد والتوجه لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم.
مهمة المنتخبين الجدد مرتبطة بانشغالات المواطنين أكد رئيس جمعية الأحياء وممثل عن مواطني بلدية بن عكنون، السيد صواش ياسين، أن الانتخاب حق وواجب، ولابد للمواطنين أن يتوجهوا بقوة لصناديق الاقتراع للمشاركة في هذا الموعد الانتخابي، ويدلوا بأصواتهم لإبقاء المجلس السابق أوتغييره، المهم أن يعطي المواطن صوته ولو ببطاقة بيضاء، لأن التنافس سيكون شديدا بين الأحزاب المترشحة، مما سيصعب مهمة الاختيار على المواطن. كما تحدث السيد صواش على مطالب سكان بلدية بن عكنون التي سجلها خلال اللقاءات التي قام بها معهم في مختلف الأحياء، وذكر منها “ إ. تي . أف. سي”، “أي. أن. بي. أس”، “كادات”، الحي المجاور للسفارة الكندية حي “ديدو مختار” والمتمثلة في ضرورة توفير مجلس شعبي استشاري يكون معتمدا من طرف البلدية، يقرّب المواطن من السلطات الوصية ويهتم بانشغالات المواطنين، مع إيجاد عقارات لإنجاز فضاءات للشباب وحدائق عمومية، وأنه على المنتخبين المحليين الجدد أن يضعوا في برامجهم مختلف القطاعات منها؛ البيئة، الصحة، الرياضة، الثقافة، التربية والتعليم والتضامن، وهي المجالات التي تهتم بانشغالات المواطنين. وأشار محدثنا أن مواطني البلدية مستعدون للمشاركة في الانتخابات المحلية، مقابل تغيير المجالس السابقة التي أهملت مشاكلهم بمجرد اعتلائها الكراسي في البلدية، والتمس فيهم نوعا من الحماس لإعادة الاعتبار لبلديتهم من خلال تجديد الثقة في المجالس القادمة قائلا: “لذا نتوقع مشاركة قياسية لمواطني بلدية بن عكنون”.
لا نريد الوعود ... نريد التطبيق هي عبارة اتفق عليها سكان بلدية بن عكنون التي زارتها “المساء”، وتتمثل في “لا نريد الوعود ... نريد التطبيق”، حيث قالت سيدة التقيناها أمام محطة الحافلات بقلب البلدية؛ إن الانتخاب جد ضروري للبحث على الشخص المناسب الذي سيرفع الغبن على سكان البلدية ويمنح لصاحب كل حق حقه، ويتكفل بانشغالات المواطن في مختلف المجالات، لاسيما إذا تعلق الأمر بالسكن والعمل، وهي الحقوق المطلوبة، كما قال مواطن آخر أبى أن يتدخل في الموضوع الذي اعتبره جد مهم؛ “كفانا من الوعود” لأن “الأميار” السابقين وعدونا كثيرا بحل مشاكلنا الاجتماعية، لكننا لم نعد نراهم بعد اعتلائهم المناصب ولا نريد أن تتكرر الظاهرة مرة أخرى، لأن الحملات الانتخابية تثبت عكس ما يفعله المسؤولون، مضيفا؛ “عليهم أن يفهموا أن أصواتنا أمانة في أعناقهم”، كما قال آخر إن رؤساء البلديات يخرجون إلى الميدان قبل الانتخابات ويختفون بعد فوزهم بالمقاعد، ويصبح لقاؤهم مع المواطن مستحيلا، خصوصا إذا طالب بحقوقه الشرعية، لذا لابد أن نحسن الاختيار حتى لا نندم في الأخير، أما المسؤول فحسابه سيكون بعد الانتخاب وليس قبله.
الانتخاب واجب في نظر طلبة الإعلام والحقوق كما أكد طلبة المعهد الوطني للإعلام والاتصال ببن عكنون ل “المساء”، أن الانتخاب واجب وطني قادر على تغيير الواقع السلبي الذي يعيش عليه أغلبية سكان بلديات العاصمة، ولابد من اختيار الشخص المناسب، يقول أحد الطلبة، حيث أوضح محدثنا أنه على المنتخبين المحليين أن يتمتعوا بأعلى مستوى دراسي يمكنهم من تسيير البلدية وبالتالي تحمل مسؤولية كبيرة تتعلق بشؤون المواطنين، في حين اعتبرت إحدى الطالبات بمعهد الحقوق أنه يجدر على المواطن أن يتوجه إلى صناديق الاقتراع للإدلاء برأيه لتثمين المجالس السابقة أو تغييرها، ومحاولة فتح صفحة جديدة مع المنتخبين المحليين الجدد. وعن مشاركتهم في الاستحقاقات القادمة، يقول طلبة الإعلام والحقوق إنهم متمسكون بضرورة الانتخاب والتوجه إلى صناديق التصويت يوم 29 نوفمبر الجاري للإدلاء بصوتهم، من أجل ضمان التغيير لإعادة الاعتبار للجزائر والقضاء على الانتهازيين، كما وجهوا دعوة لكل الطلبة للمشاركة في هذا الاستحقاق الهام.