في جولة» المساء»، لمست تعدد التعليقات واختلافا في الآراء في بعض أحياء بلدية باش جراح لجس نبض المواطنين حول الحملة الانتخابية، حيث تعددت تعليقاتهم واختلفت الأراء، لكنها تصب كلها في اتجاه واحد سماه المجتمع المدني «ضرورة المشاركة في الانتخابات المحلية» التي تعد واجبا وطنيا وشرعيا، وكل من يتخلف عنه يتسبب في الإساءةلسمعة «الجزائر» في الداخل والخارج، وبالتالي فإن المشاركة بكثافة في الاستحقاقات الانتخابية يعد رسالة وفاء لكل من ساهم في استقلال واستقرار البلاد، وذلك لا يكون إلا عن طريق الذهاب إلى صناديق الاقتراع كلما تطلبت الحاجة. أخذ واحد ممن سألناهم من العينات التي التقت بها «المساء» ببلدية باش جراح، يعدد مشاكله اليومية التي يعيشها جراء عدم استفادته من السكن والشغل والمشاريع التنموية، وحول أسئلتنا بخصوص المشاركة في الانتخابات المحلية القادمة والحملات الانتخابية التي تقوم بها جمعيات الأحياء والأحزاب للتحسيس بأهمية هذا الموعد الهام، فمنهم من أكد أن الانتخاب واجب وطني، بغض النظر عما يقوم به بعض المنتخبين الذين أداروا ظهورهم لهم، بعد اعتلائهم كراسي المسؤولية، ومنهم من طالب المنتخبين المحليين بالوفاء بعهدهم والإلتزام ببرامجهم، لاسترجاع ثقة المواطن الذي سيمنحهم صوته في هذه الانتخابات. الإنتخاب مرتبط بإصلاح الأوضاع الإجتماعية ودعت جمعيات الأحياء ببلدية باش جراح إلى تفاعل المواطنين مع الانتخابات المحلية، ليكون الاختيار مبنيا على الوعي، حسبما أكده ممثل عن جمعية «السلام» ل «المساء»، الذي أشار إلى أن المشاركة الفعالة في الانتخابات واجب وطني وشرعي، حيث طالبت الجمعية المجتمع المدني الخروج يوم الانتخابات بكثافة، مثلما جرت العادة بباش جراح التي لا يتخلف سكانها عن مثل هذه المواعيد، على أمل أن يكون هناك إصلاح للأوضاع الاجتماعية من طرف مجالس المنتخبين المحليين. من جهة أخرى، أوضحت الجمعية النسوية أن العملية الانتخابية تبدأ بوعي الناخب والاختيار الصحيح، ودعت مسؤولة الجمعية الناخبين إلى عدم التقليل من أهمية المشاركة في الاقتراع القادم، إذ أن المعادلة في أيادي الناخبين والتصويت واجب ومسؤولية، إذا تخلينا عنه أفسحنا المجال للفاسدين ليكونوا الأغلبية، ونحن نتمنى من سكان البلدية أن يتفاعلوا مع العملية الانتخابية القادمة وينزلوا جميعا إلى صناديق الانتخاب لاختيار الأفضل للجزائر والبلدية، وطلبت من الناخبين الابتعاد عن الإحباط ولو أن ثقة الناخب الجزائري اهتزت في السنوات الأخيرة، ولكن إعادة الثقة لا تكون بالعزوف والامتناع، بل من خلال تقرير المصير وإعطاء الصوت لمن يستحقه والأجدر بتغيير الأوضاع الاجتماعية، وشجعت المشاركة النسوية في هذا الموعد سواء تعلق الأمر بالمترشحات اللائي علقن صورهن في الشوارع أو اللائي تقدمن إلى البلديات لجلب بطاقة الناخب، مبديات عن رغبتهن في المشاركة في هذا الاستحقاق الذي يخص العام والخاص. الإنتخاب من أجل السكن والبطالة كشفت الدردشة التي قامت بها «المساء» مع بعض مواطني بلدية باش جراح، أن السكان غير راضين عن المنتخبين الذين وضعوا فيهم الثقة في العهدة السابقة، حيث لم يحسنوا استغلال الأموال الضخمة التي قدمتها لهم الدولة لتطوير الإطار المعيشي للسكان، «فالأميار» قاموا بتخزين تلك الأغلفة المالية وتسببوا في الأوضاع غير اللائقة التي يعيشونها حاليا من العيش في البيوت الفوضوية وغيرها من المشاكل، مؤكدين أن مطالبتهم بالسكن والشغل لا تعني عدم ذهابهم للانتخاب، وآخرون أكدوا بأن ذهابهم للانتخاب مرهون بالأسماء التي سترشح نفسها في محليات 2012، وفي هذا الصدد، أكد لنا أحد السكان بحي «ديار الجماعة» أنه مستعد للإدلاء بصوته على أمل التغيير واستعادة الثقة بالمنتخبين المحليين الجدد، ونفس الانطباع لمسناه لدى إحدى السيدات تقطن بحي «ليجيكو»، والتي قالت لنا إنها دائما تشارك في الانتخابات ولم تستفد من أي مشروع تنموي، ولكنها مضطرة للانتخاب من أجل الحصول على سكن اجتماعي، وشاطرها في الرأي ممثلون عن سكان حي «20 أوت» الذين يواجهون أزمة خانقة في السكن، حيث أوضح لنا السيد «ز.ص» بشأن مشاركته في الانتخابات المحلية أنه دائما يتوجه لصناديق الانتخاب في كل مناسبة انتخابية جديدة، لأن ذلك يمكنه من استخراج بعض الوثائق التي تتطلب وجود بطاقة الناخب، كملفات السكن التي أودعها من دون فائدة، وأمله كبير في المنتخبين الجدد، لأن كل المرشحين والأحزاب على حد سواء يقدمون للمواطن الوعود المعسولة قبل الانتخابات، وسرعان ما ينسون ذلك مع فوزهم بمقاعد في البلديات، وحسب رأيه، المشاركة في الانتخابات تعني له الخروج من أزمة السكن الحادة التي يعيشها، وضرب لنا محدثنا أمثلة كثيرة عن نواب ومنتخبي الولاية منذ الثمانينات، حيث لم تتغير سلوكاتهم وتصرفاتهم، على حد قوله، كما أكد الشباب أن الانتخابات فرصة للإدلاء بصوتهم للاستفادة من العمل والقضاء على البطالة.