يقوم العديد من رؤساء الجمعيات الوطنية هذه الأيام، بحملة التحسيس، بين مختلف شرائح المجتمع لاسيما الشباب منهم، بمدى أهمية الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية المقبلة المقررة يوم 29 نوفمبر الجاري، وهو الأمر الذي لمسته «المساء» خلال زيارتها لجمعية «اتحاد وأمل» ببلدية الخرايسية وجمعية «باب الزوار»، فيما يبقى المواطن يترقب قائمة المترشحين لهذا الموعد الهام لكي يعبر عن رأيه ويقرر إعطاء صوته لهذا أو ذاك، حسبما أكدته جولتنا الاستطلاعية لمختلف بلديات العاصمة منها؛ برج الكيفان، السمار، بئر توتة، الدارالبيضاء و الخرايسية. الجولة الاستطلاعية التي قادت «المساء» إلى مختلف بلديات العاصمة، على غرار بلدية برج الكيفان، السمار، بئر توتة، الدارالبيضاء و الخرايسية، أكدت أن الشارع الجزائري ينتظر بشغف قوائم الانتخابات المحلية لمعرفة الأسماء المرشحة لهذا الموعد الهام، وأجمع المواطنون الذين تحدثنا إليهم أنهم سيقررون التصويت بعد الإعلان عن قائمة المترشحين على أمل أن تكون الأسماء المرشحة لهذه العهدة مخالفة للأسماء السابقة لدى البعض منهم، لأن بداية التغيير مرتبطة بفتح صفحة بيضاء مع المجالس الشعبية البلدية. وفي المقابل، جندت الجمعيات الوطنية كل طاقتها لتحسيس المواطنين لاسيما من فئتي النساء والشباب، بتسجيل أنفسهم في القوائم الانتخابية وتنظيم لقاءات تحسيسية مع المجتمع المدني، بضرورة المشاركة في الاستحقاقات المحلية القادمة، كما تحث الجمعيات التي زرناها، على غرار «باب الزوار» و«الخرايسية»، على أهمية مشاركة المواطنين في الانتخابات بالتوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم واختيار الرجل المناسب لقيادة بلدياتهم بكل حرية وديمقراطية. شباب وطلبة يحلمون بالتغيير خلال جولتنا في أحياء العاصمة، استهدفنا فئة الشباب في أول خطوة بصفتهم العنصر الفعال في المجتمع، وتحدثنا مع أحد المواطنين ببلدية «برج الكيفان» وقادم من بلدية «أولاد موسى»، وطلبنا منه إن كان سينتخب أم لا، فأجابنا بأن الأمر يهمه، شأنه في ذلك شأن كل مواطن جزائري، معتبرا أن الانتخابات هي حق من حقوق أي مواطن غيور على وطنه، وأكد أنه سيدلي بصوته في حالة التغيير، لأن بلديته لم تعرف أي تجديد بالرغم من أنها منطقة صناعية، إلا أن أغلبية الشباب بطالون، وأوضح أن المنتخب المحلي لم يبذل مجهودا كبيرا خلال العهدة الماضية ولا يعتبره الرجل المناسب في المكان المناسب، ليبقى أمله كبيرا في التجديد وإعطاء الراية لمن يستحق المنصب ويكون من اختيار الشعب بطبيعة الحال، وشاطره شاب آخر من «برج الكيفان» الرأي، حيث قال إنه لا ينوي الإدلاء بصوته إلا بعد معرفة قائمة المترشحين للانتخابات المحلية، ولا ينوي الانتخاب على المكتب السابق واعتبره غير مناسب ولم يقم بواجبه، بدليل النقائص التي يواجهها الشباب في غياب العمل والسكن، وتبقى دار البلدية مخصصة فقط لاستخراج شهادات الميلاد وغيرها، وانتقلنا بعدها إلى بلدية جسر قسنطينة وتحدثنا مع أحد الشبان، وهو طالب بجامعة الجزائر للحقوق، إذ كان ينوي تأدية واجبه الانتخابي، فأوضح لنا أن فئة الطلبة مازالت تعيش مشاكل اجتماعية عديدة؛ كالبطالة وعدم إيجاد عمل عقب الانتهاء من الدراسة، ويبقى مستقبلها مجهولا، مضيفا: «لكن بالرغم من ذلك، نحن على أتم الاستعداد للتصويت على المترشحين لبلديتنا، على أمل أن يكونوا معروفين لدى المواطن. كهول و شيوخ الجزائر في الموعد كالعادة وجهتنا الثانية كانت موجهة إلى مواطنين في سن الكهولة، ولم يتردد أحدهم ببلدية «بئر توتة» في التأكيد لنا بأن الانتخاب واجب، وعلينا كجزائريين أن نساهم في هذا الموعد بغض النظر عن المشاكل التي يواجهها المواطن في غياب بعض الأساسيات والضروريات بالبلديات، حيث قال لنا: ‘'في نظري، الامتناع عن التصويت ليس هو الحل للقضاء على مشاكلنا الاجتماعية، وعلينا أن ندلي برأينا في هذا الموعد الذي قد يكون بداية تغيير وخطوة تصالح بين المواطن والمنتخب المحلي، وهذا ما نتمناه»، كما أوضح لنا نفس المتحدث وهو من السكان الأصليين في بلدية بئر توتة أنه لم يترك واجبه الانتخابي أبدا، سواء تعلق الأمر بالانتخابات الرئاسية أو التشريعية أو المحلية، مؤكدا أن صوته مهم في بلده الذي يحبه كثيرا، كما لمسنا استعدادا لدى سكان بلدية «الخرايسية « للخروج بكثافة للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات المحلية التي تعد في نظرهم موعدا هاما لتقرير المصير، وأجمعوا على أن نجاح الانتخابات مرتبط بتغيير المجالس السابقة وإعطاء الفرصة لأسماء أخرى قادرة على فك العزلة بين المواطن والبلدية، حيث قال أحدهم ل«المساء»: «المواطن هو الممثل الأول لهذه الإنتخابات المحلية، لأنها تخصه بالدرجة الأولى وصوت المواطن هو أمانة»، وشاطره آخر في الرأي قائلا: «لابد أن ننسى الماضي ونفتح صفحة جديدة مع المستقبل، ونبلغ رسالتنا من خلال المساهمة في الانتخابات القادمة واختيار الشخص المناسب الذي سيمثل البلدية ويتكفل بانشغالات المواطنين». عمليات التحسيس تتم بدون ميول لأي حزب للجمعية علاقة مباشرة مع المواطن، وتلعب دورا فعالا في تحسيسه للمشاركة في الانتخابات المحلية، لكن بشرط أن تكون عمليات التحسيس نزيهة ولا تميل إلى أي حزب سياسي، لضمان المصداقية والشفافية، يقول رئيس جمعية «اتحاد وأمل»، السيد مولود دراجي، الموجودة ببلدية الخرايسية ويتوسع نشاطها على الصعيد الوطني، واستهدفت الجمعية مختلف الفئات منها الشباب، كبار السن والنساء، حيث تعمل الجمعية على ترسيخ فكرة الانتخاب لديهم وتحفيزهم على أداء واجبهم السياسي من خلال توفير بطاقة الناخب ودعوتهم إلى الإدلاء بأصواتهم، ولو بوضع ورقة بيضاء يوم الاقتراع، لأن صوت المواطن أمانة و«صورته» مطلوبة على المستوى الوطني والدولي لكي يحفظ ماء الوجه أمام العالم الخارجي، لذا لابد من مشاركة المواطن سواء كان فلاحا، تاجرا، طالبا، مثقفا أو مواطنا عاديا، وأشار محدثنا أن الجمعية قامت بالتحاور مع شباب بلدية الخرايسية وبلديات العاصمة، ولمسنا من طرف مواطني البلدية الذين تحدثنا إليهم، رغبة للمشاركة في الانتخابات على أمل تحقيق الوعود المطلوبة، ومحو الصفحة الماضية التي لم تعمر في نظر السكان، وبقيت الوعود مجرد حبر على ورق في العهدة الماضية، حيث أن المجلس الشعبي السابق لم يأت بالجديد ولم يستفد المواطن من أي شيء، ولم يكن هناك تغيير واضح، قائلا: «نحن كجمعية، نطلب من المترشحين والأحزاب السياسية أن تكون مهيكلة ولها مصداقية لتجديد الثقة مع المواطن، وتمكينه من الإدلاء بصوته». لقاءات تحسيسية بالشوارع، المقاهي والقاعات قامت جمعية «اتحاد وأمل» التي يتوسع نشاطها على المستوى الوطني بلقاءات عديدة مع المواطن في مختلف الأماكن، منها؛ زرالدة، بئر توتة، الخرايسية، السحاولة، الدرارية، لتحفيزه على المشاركة في الانتخابات المحلية، ونظمت لقاءات في الشوارع، المقاهي والقاعات، وسجلت استجابة كبيرة، حسبما أكده رئيس الجمعية ل «المساء»، والذي أوضح أن نسبة المشاركة في المحليات ستكون أكبر من الانتخابات التشريعية الماضية، حسب الإحصائيات، لأن علاقة المواطن مباشرة مع البلدية التي تتكفل بكل انشغالاته، ومن خلال هذه اللقاءات، اكتشفت الجمعية أن المجتمع المدني يطالب بتغيير المجالس السابقة وفرض التحاور مع جمعيات الأحياء، لأنها أدرى بحال المواطن و انشغالاته، والجمعية تعدّ همزة وصل بين المواطن والبلدية، ولابد من العمل مع الجمعيات وعدم استغلالها فقط في المواعيد الانتخابية، نظرا لدورها الفعال، كما يجب التنسيق بينها وبين البلدية وفق هدف محدد، والرسالة التي تبلغها الجمعية يقول - السيد دراجي- هي مشاركة كل مواطن في بلدية الخرايسية والجزائر ككل في الانتخابات بقوة، والإدلاء بصوته، مع إلغاء النظرة السلبية للمجالس السابقة وفتح صفحة جديدة، مع تجديد الثقة والابتعاد عن فكرة المقاطعة. المجتمع المدني في باب الزوار بحاجة للقاءات رسمية تقوم جمعية «باب الزوار» بتحسيس المجتمع المدني بأهمية التصويت في الانتخابات المحلية بطريقة غير رسمية، و القيام بلقاءات تحسيسية غير منظمة لانعدامها لمقر يمكنها من تأدية مهامها كما ينبغي، يقول رئيس الجمعية السيد محمد حويلي ل «المساء»، حيث أوضح أن الجمعية تعمل على تحسيس المواطنين في مختلف المقاطعات، منها باب الزواروالدارالبيضاء، للخروج بكثافة للإدلاء بصوتهم في استحقاق 29 نوفمبر الجاري، وتقوم بتوعية الشباب باستعمال لغة التحاور المباشر مع سكان البلديات، مع إقناعهم بضرورة تغيير نظرتهم السلبية، والتوضيح لهم أن الانتخابات فرصة للتعبير عن رأيهم والمقاطعة ليست الحل المناسب، كما تطالب الجمعية من جهة أخرى من المجالس الشعبية الجديدة، بضرورة التعامل مع الحركة الجمعوية التي همشتها المجالس السابقة، حيث كانت لا تعترف بها على الإطلاق، بالرغم من أنها تنقل انشغالات المواطن و تلعب دورا فعالا في إقناع المواطنين وتحسيسهم في أي مجال وليس في المجال الانتخابي فحسب، حتى أنها تمنع الشباب من القيام بالفوضى والتصرفات المشينة بسمعة البلدية، ولديها صدى لدى السكان. وتتوقع «جمعية باب الزوار» أن تفوق نسبة المشاركة ال 50 بالمائة في المحليات التي تعد فيها المشاركة جد ضرورية، يقول السيد حويلي.