استنكر المؤرخ الفرنسي المختص في التاريخ الاستعماري الفرنسي، ألان روسيو، إقدام بلاده على تكريم الجنرال مارسيل بيجار أحد أهم جلادي الثورة التحريرية والذين مارسوا كل أشكال التعذيب في حق المجاهدين. وقال آلان روسيو، وهو أحد نشطاء فرنسا ممن انخرطوا في فريق يضم جامعيين وإعلاميين ومثقفين وقعوا قبل فترة عريضة تحت عنوان "لا لأي تكريم للجنرال بيجار" أن هذا التكريم الذي حظي به بيجار على يد وزير الدفاع الفرنسي جان إيف دريون سيلقي بظلاله على الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي إلى الجزائر المقررة يوم 19 و20 ديسمبر المقبل. وقال المؤرخ في تصريح لصحيفة "الرياض" السعودية يوم الخميس الماضي، إن الرئيس الفرنسي "خذل فرنسا الجمهورية، فرنسا حقوق الإنسان عندما لم يعارض التكريم"، مشيرا الى أن فرانسوا هولاند "أعاد عمل الذاكرة" الذي يجري اليوم بين الجزائروفرنسا "إلى نقطة الصفر" بعدما كان "قد خطا خطوة إيجابية باتجاه أوجاع الماضي باعترافه مؤخرا بأحداث 17 أكتوبر 1961" وتساءل روسيو "هل الحكومة التي اعترفت بأحداث 17 أكتوبر هي نفسها التي راحت اليوم تكرم بيجار". وراح المؤرخ الفرنسي الذي كان من بين المشاركين في الاعتصام الذي نظمه مثقفون وإعلاميون وسياسيون ومؤرخون فرنسيون بساحة المعطوبين بباريس للتنديد بالتكريم، أبعد من ذلك عندما اعتبر التكريم الذي منحته فرنسا الرسمية إلى الجنرال بيجار بمثابة "تحد للصداقة الفرنسية –الفيتنامية، والصداقة الفرنسية – الجزائرية" موضحا أن الجنرال بيجار يعد بالنسبة لشعبي هذين البلدين "رمزا لأبشع الجرائم"، زمن الثورتين الهند الصينية والجزائرية. وكان التكريم الرسمي الذي حظي به سفاح الثورة الجزائرية الجنرال بيجار، الذي توفي عام 2010، استياء الأوساط السياسية والإعلامية في الجزائر التي أشارت إلى أن التكريم سيزيد في حالة الاحتقان.