اطلق العديد من المثقّفين والصحفيين والمؤرّخين حملة (ضد تكريم) السفّاح بيجار ورفض نقل عظام هذا الجنرال الذي ارتبط اسمه بالتعذيب في الجزائر إلى النّصب التذكاري بفريجوس، حسب ما أكّده أصحاب هذه المبادرة التي تعكس وجود فرنسيين شرفاء يرفضون تكريم معذّب الجزائريين، ولا يتردّدون في (الثورة) على السلطات الفرنسية إن أقدمت على ذلك. أبدى أصحاب المبادرة التي جمعت خلال الأسبوع الأوّل من إطلاقها 3000 إمضاء بفرنسا والجزائر سخطهم (لاعتبار هذا الشخص كبطل ورمز للشجاعة والعطاء تجاهلا لجميع الشهادات والدراسات التاريخية الجادّة)، واعتبروا أن (بيجار كان في الحروب الاستعمارية شخصا دون مبادئ استعمل أبشع الطرق في الهند الصينية والجزائر وترك ذكريات أليمة لدى الشعوب والوطنيين الذين حاربهم والسجناء الذين استنطقهم)، وأضافوا أن (هناك اليوم من العائلات الفيتنامية والجزائرية التي مازالت تبكي أمواتها ولا زالت تحمل جراح الماضي، كما ارتبط اسم بيجار بأبشع ممارسات الجيش الفرنسي). وكان وزير الدفاع في حكومة اليمين جيرار لونغي الذي قدم من صفوف اليمين المتطرّف قد اقترح فكرة نقل رفاة الجنرال بيجار إلى قصر الأنفاليد، حيث كان لعارضة وقّعت من قبل 10000 شخص دور في إفشال المبادرة. وسار وزير الدفاع عن حكومة اليسار جون إيف لودريان على نفس المنوال باقتراحه نقل رفاة الجنرال بيجار إلى النّصب التذكاري بفريجوس المخصّص لتكريم مقاتلي حرب الهند الصينية. وإذ رفضوا أيّ تكريم للضابط الفرنسي، اعتبر أصحاب النداء الذي نشر عبر الأنترنت في نهاية أكتوبر أن الحكومة التي انتخبت من قِبل اليساريين من الشعب تواصل هذا المشروع. واعتبر المؤرّخ آلان روسيو أحد المبادرين بهذا النداء أن فكرة نقل رفاة إلى فريجوس يعدّ مبادرة (دنيئة)، وقال في هذا الصدد إن (الدراسات التاريخية كلّها تجمع على أن بيجار مارس أشكال التعذيب خلال الحرب الاستعمارية الأولى، ولم يكن هناك بيجار (بريئا) لا في الهند الصينية ولا في الجزائر). وبعد التذكير (بمسؤولية رجال السياسة المباشرة)، أشار المؤرّخ إلى أن هذا الضابط (قبل بأسوأ دور المتمثّل في رفض حرّية الشعوب وقام بحرب قذرة.