اعتبر العديد من سكان قسنطينة، أن اقتراع الخميس القادم فرصة لاختيار رجال بإمكانهم حمل المسؤولية ولعب دور الوسيط بين السلطة والمواطن، ويتمنى هؤلاء فوز أصحاب الكفاءة لتمثيلهم في المجالس البلدية والمجلس الولائي، والسعي لخدمة المصلحة العامة والاستجابة لانشغالات منتخبيهم الذين يحملونهم المسؤولية، وليس خدمة مصالحهم الشخصية. وفي استطلاع ل»لمساء» بعاصمة الشرق الجزائري حول الإنتخابات المحلية المقبلة، وقفنا من خلال العينة التي تحدثنا إليها عن وعي وإلمام من طرف المواطن حول العملية الإنتخابية، خاصة فيما تعلق بصلاحيات المنتخب ودوره، فرغم الإختلاف في الآراء، إلا أن العينة التي تحدثنا إليها أكدت أنها ستتوجه إلى الصندوق لأداء الحق الإنتخابي واختيار المرشح الذي سيمثلها خلال الخمس سنوات القادمة. التصويت مسؤولية وفي هذا السياق، تسعى الجمعية الجزائرية للإعلام والثقافة صحافة الغد- حسب رئيسها السيد محمد بوحصان، أن تكون الإستحقاقات الإنتخابية المقبلة ل29 نوفمبر الجاري، والخاصة بانتخاب المجلسين البلدي والولائي ناجحة وشفافة، حيث تعمل هذه الأخيرة على توعية المواطن والطبقة المثقفة قصد الذهاب بقوة دون تحديد أي اختيار معين إلى صناديق الإقتراع، والوقوف في وجه دعاة المقاطعة، «لأنه على عاتق المواطن اختيار مسؤوليه، فهو الوحيد الذي يتحمل تبعات اختياراته». وعن القوائم الانتخابية، يرى رئيس الجمعية أنها تضم أشخاصا أكفاء وقادرين على تحمل المسؤولية، كما تضم أشخاصا دون مستوى، مما يتطلب حسب المتحدث التحري والبحث لاختيار الأصلح قبل الانتخاب، مضيفا أن الجمعية تتمنى أن يكون في الواجهة أصحاب المؤهلات الذين سيخدمون المواطن أكثر من خدمتهم لمصالحهم الشخصية، وهي الصورة التي ارتبطت في الغالب بالأميار وأعضاء البلدية والمجلس الشعبي الولائي. المجتمع المدني مقصر من جهتها، ترى السيدة بغدادي فتيحة، رئيسة جمعية نور لحماية وترقية الأسرة ورئيسة المندوبية الجهوية للجنة الوطنية الإستشارية لحماية وترقية حقوق الإنسان، أن المواطن واع وساخط في نفس الوقت، «لأنه فقد الثقة في ممثليه وفي الإدارة «والمسؤولية تعود حسبها للجمعيات التي لم تلعب الدور المنوط بها كعنصر فعال في المجتمع، ولم تكن شريكا فعالا في تسيير الشؤون العامة، حيث أصبح كل واحد في موقع البحث عن مصالحه الشخصية رغم أن للجمعية الصلاحيات لتكون قوى ضاغطة لفائدة الشأن العام». وتقول السيدة بغدادي؛ إن مسؤولية المواطن كبيرة في اختيار ممثليه خلال هذه الانتخابات، خاصة أن أداء المنتخبين المحليين بولاية قسنطينة، خلال العهدة السابقة، كان دون المستوى وبعيدا كل البعد عن تطلعات المواطنين وانشغالاتهم المتمثلة بالدرجة الأولى في العمل على تنظيف المحيط وتطهيره، القضاء على البطالة من خلال دفع عجلة التنمية نحو خلق مشاريع استثمارية ومنتجة لفائدة الشباب، والاهتمام بالصحة الجوارية. وفي هذا السياق، أشارت المتحدثة أن العهدة الحالية وحتى العهدات السابقة، لم تعرف تجاوبا مع متطلبات القاعدة الشعبية التي ذهبت بقوة إلى انتخابهم واختيارهم، بل أكدت أن العهدة كانت عبارة عن ساحة للصراعات التي تحركها المصالح الضيقة. على المنتخبين العمل من أجل مصلحة المواطن بدوره، يرى السيد لرقط محمد أمين، عضو المكتب الوطني لأكاديمية المجتمع المدني لمرصد الشباب الجزائري، أن التكفل بكامل انشغالات المواطن شيء صعب للغاية، مؤكدا أن المرصد يصله أسبوعيا أزيد من 60 انشغالا «لا يمكن التكفل بها كلها، فهناك انشغالات تمكنوا من التكفل بها وأخرى لازالت حبيسة الأدراج». ودعا عضو المكتب الوطني لأكاديمية المجتمع المدني لمرصد الشباب الجزائري بقسنطينة، المواطن والشباب بصفة خاصة، إلى اختيار الأحسن لتمثيله، مضيفا أنه كشاب يأمل أن يكون الأداء خلال العهدة المقبلة لبلدية قسنطينة والبلديات الأخرى بالولاية، أحسن من العهدة السابقة التي عرفت خاصة في الفترة الأخيرة نشاطا كبيرا في ظل الصلاحيات والإمكانيات الموفرة لها، معتبرا أن صلاحيات المير محدودة وليس بإمكانه الاستجابة لكامل انشغالات المواطن. وطالب السيد لرقط من المنتخبين الجدد الذين سيحظون باختيار الشعب، العمل من أجل مصلحة المواطن، بعيدا عن الصراعات الحزبية والمصالح الضيقة التي من شأنها أن تؤثر على أداء وعمل المجلس، وبذلك تعطيل مصالح المواطن. ذوو الإحتياجات الخاصة واعون بواجبهم الإنتخابي من جهته، قال رئيس جمعية المعاقين حركيا بقسنطينة، السيد كمال بوكباب، إن المعاق كغيره من الأشخاص والمواطنين، له الحق في اختيار الأنسب لتمثيله، حيث أن الجمعية تعمل على توعيتهم للذهاب إلى صناديق الإقتراع وأداء واجبهم الوطني كبقية المواطنين، كي يثبتوا وجودهم في المجتمع، مضيفا أن الجمعية ليس لها سلطة على أراء الأشخاص ذوي الإعاقة في اتجاهاتهم الحزبية، حيث أنهم أحرار في اختياراتهم. وعن عمل الجمعية على توعية المعاق للذهاب إلى التصويت والصعوبة التي تجدها هذه الأخيرة من هذه الفئة، يرى رئيس الجمعية أن الأشخاص ذوي الإعاقة واعون بواجبهم الانتخابي، ويدركون جيدا معنى إثبات الذات، إلا أنهم يصطدمون بعراقيل، كوجود صناديق الاقتراع في الطابق العلوي، حيث لا يتمكن بعضهم من تأدية واجبهم. من جهة أخرى، وعن رأي الجمعية حول أداء المنتخبين المحليين بولاية قسنطينة، ذكر رئيس جمعية المعاقين حركيا أن عدم احتكاك الناخبين بالجمعيات أثناء طرح البرامج، يكون دائما سببا وراء غياب برامج خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، مشيرا أن الأميار والمنتخبين الولائيين السابقين لم يستطيعوا إلى حد الآن تحقيق انشغالات المواطن القسنطيني، في غياب إستراتيجية عمل، وأنه وجب أن يكون عملهم ميدانيا من خلال الإحتكاك بالمواطن. أنتخب لكي لا أترك الفرصة للإنتهازيين أكد الممثل القدير وأحد أبطال سلسلة أعصاب وأوتار، الفنان نور الدين بشكري ل»المساء»، أن الانتخابات حق من حقوق المواطن الجزائري، معتبرا أنه كمواطن لن يفرط في هذا الحق، ليضيف أنه سيخرج يوم 29 نوفمبر الجاري لاختيار الأفضل، وأنه من الضروري على المواطن أولا أن يعي دور رئيس المجلس الشعبي البلدي والولائي، ويعرف صلاحيتهما وما يستطيع أن يقدمه هذا المنتخب والحدود التي لا يمكن له أن يتخطاها. وطالب نور الدين بشكري من كل منتخب أن يعرف حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، مضيفا أيضا أنه يجب على هذا المنتخب أن يعرف أن المسؤولية تكليف وليست تشريف، وناشد المتحدث كل المواطنين من أجل التوجه يوم الاقتراع لتأدية هذا الحق والواجب، وعدم ترك الفرصة للإنتهازيين للوصول إلى مكاتبهم، ثم ينتقدونهم. أما الشاب سفيان أكلي، مسير مؤسسة خاصة، أكد أنه لن يتخل عن حق من حقوقه التي كفلها له الدستور، وهو الإنتخاب، مشيرا إلى أنه ينتخب من أجل المساهمة في التغيير ولا ينتظر ما تسفر عنه الانتخابات، معتبرا أن الإنتخاب واجب معنوي تجاه الوطن. ويتوقع سفيان أن نسبة المشاركة خلال محليات 29 نوفمبر الجاري، ستكون أقل من المشاركة في التشريعات، بسبب الاختلاف بين الإقتراعين، مضيفا أن انتخاب شخص ليس كانتخاب حزب. وعما يُنتظر من المنتخبين الجدد، يقول سفيان إنه يأمل منهم العمل أكثر من سابقيهم، وحسب الصلاحيات المحدودة التي يتمتعون بها، مشيرا أن قوائم المرشحين تضم مزيجا وفسيفساء، غير أن المرشحين - حسب رأيه - ليس لهم علاقة بالسياسة ولا كفاءة في التسيير، في حين هناك من هم أجدر بهذا المنصب، كما أن القوائم حملت هذه المرة عددا كبيرا من الشباب والإطارات، عكس القوائم السابقة، لكن النقطة السوداء حسب محدثنا هو استبعاد الشباب وتغييبهم من على رأس القوائم.