أجمع بعض ممثلي المجتمع المدني والمواطنين ببلدية جسر قسنطينة، أن الإنتخاب واجب من أجل إحداث التغيير واختيار الشخص المناسب الذي سيسير البلدية خلال الخمس سنوات القادمة، مشيرين إلى أن المسؤولين المحليين الذين تداولوا على تسييرها لم يولوا اهتماما للتنمية والنقائص التي تبقى مطروحة، في انتظار المنتخب الذي يتمتع بالكفاءة. ولم يتوان العديد من سكان بلدية جسر قسنطينة، ومنهم ممثلو المجتمع المدني الذين التقتهم “المساء” في العديد من الأحياء، في انتقاد المسؤولين السابقين الذين سيروا البلدية في العهدة السابقة، مؤكدين أنهم اهتموا بتلبية مآربهم الشخصية وتناسوا الوعود التي قدموها خلال الحملة الإنتخابية السابقة، حيث أشار رئيس النادي الرياضي الهاوي لجسر قسنطينة، أن الإنتخاب ضروري من أجل مصلحة البلدية وتغيير المنتخبين السابقين بآخرين يهتمون بفئة الشباب التي تمثل نسبة 80 بالمئة، مع توفير المرافق الثقافية والرياضية للقضاء على الآفات الاجتماعية التي بدأت تتفشى في العديد من الأحياء. وفي هذا الصدد، أوضح أن جمعيته تعمل على توعية الأولياء من أجل الإنتخاب وتغيير الأمور، لأن ذلك من مصلحة أبنائهم، غير أنه ألح على ضرورة فرض الرقابة على قوائم المترشحين وعدم السماح لكل من هب ودب بالترشح من أجل تسيير البلدية، مضيفا أن أحزابا رشحت أسماء لا تتمتع بأي مستوى علمي أو ثقافي للمحليات، بينما همّشت إطارات وأشخاص أكفاء، مما يتطلب من الناخبين حسن اختيار منتخبهم الذي يرونه مناسبا لتلبية انشغالاتهم الكثيرة، منها تهيئة الأحياء وتوفير المرافق المختلفة. من جهته، أشار أحد المواطنين إلى وضعية مقر البلدية غير اللائق الذي لا يسع الأعضاء المنتخبين، مؤكدا أن المجلس السابق لم يجسد وعوده على أرض الميدان، حيث لا تزال “عين النعجة”- كما قال - تنقصها التهيئة، حيث تظهر كل العيوب عندما تتهاطل الأمطار، “لكن المنتخبين الذين تداولوا عليها لم يوفوا بوعودهم واهتموا بمصالحهم الشخصية الضيقة، والسبب في ذلك إزاحة الإطارات وترشيح كل من هب ودب لتسيير البلدية”. وفي هذا السياق، ذكر أن أشخاصا عديمي المستوى وغير مؤهلين ترشحوا للمحليات، كما أعيد ترشيح البعض الذي أظهر فشله في الميدان، مما يتطلب الإنتخاب والذهاب بقوة لصناديق الإقتراع لقطع الطريق أمام هذه الفئة. مواطنون يؤكدون على التحقيق في ممتلكات المنتخبين من جهته، لم يتوان شيخ التقته”المساء” في حي 1306 مسكنا في انتقاد المنتخبين السابقين الذين “لم يقدموا شيئا للبلدية، بل خدموا مصالحهم الشخصية ووزعوا قطع الأراضي بطريقة فوضوية، ولم يهتموا بالبطالة والتنمية، فضلا عن عدم استقبال المواطنين الذين سبق وأن انتخبناهم، ومنهم من أعادوا الترشح على رأس قوائم أحزاب أخرى”، مؤكدا أنه سينتخب حتى لا يترك الفرصة للإنتهازيين والمنتخبين السابقين الذين قدموا -حسبه-مساعدات للأغنياء وتركوا الفقراء. وفي هذا الصدد، طالب هذا المواطن بمحاسبة المنتخبين بعد انقضاء عهدتهم الإنتخابية والتحقيق معهم عن مصدر الممتلكات والثروة التي تحصلوا عليها في ظرف وجيز، بينما قال صديقه؛ “يجب أن يصرح المرشح الفائز بالإنتخابات بممتلكاته”. وبحي “الحياة”، أكد أحد الشباب أنه سينتخب من أجل التغيير في بلدية جسر قسنطينة “التي حولها بعض المنتخبين إلى بلدية خاصة”، وسعوا فقط لتحقيق مآربهم، الأمر الذي ذهب إليه أيضا شاب من حي سونلغاز، والذي أوضح أن حيه أهمل بصفة تامة، بعد ما نُهبت مساحات كبيرة من أراضيه”. من جهتها قالت شابة من عين النعجة؛ إنها ستنتخب وتختار الشخص الذي تراه مناسبا، إنطلاقا من البرنامج الانتخابي لكل واحد، “لأنهم قدموا لنا وعودا بإعادة الأمور إلى نصابها، مع الاهتمام بانشغالات المواطنين”، مضيفة أنه “على المنتخب الذي يفوز في الاستحقاقات خدمة بلده مثلما خدمها الشهداء أثناء الثورة، مع التركيز على السعي وراء تلبية مطالب السكان حسب إمكانياتهم، وتغاضي الأغراض الشخصية”. وبحي 720 مسكنا الذي يعد أغلبية سكانه من الشباب، ذكر مواطن أن حيه يحتاج إلى مكتبة ومرافق أخرى ثقافية ورياضية بإمكانها استيعاب فئة الشباب وإبعادهم عن الآفات الاجتماعية، مؤكدا أنه سينتخب حتى لا يترك الفرصة للإنتهازيين الذين أعاد بعضهم الترشح رغم الحصيلة السلبية التي قدموها في العهدة السابقة.