إذا كانت بلدية القصبة قد شهدت خلال العهدة الانتخابية السابقة العديد من الخلافات بين أعضاء المجلس الشعبي البلدي و«المير” والانسدادات، التي عطلت مصالح المواطنين، فإن المواطنين وهم أمام استحقاق متجدد يأملون في التغيير، من خلال حرصهم على اختيار كوكبة لمجلس متجانس ومتفاهم، حيث يكون باستطاعة أعضائه خدمة المواطن الذي اختارهم لتحمل هذه المسؤولية. وقد صار حديث المواطنين وشتى الجمعيات ببلدية القصبة هذه الأيام، ومع انطلاق الحملة الانتخابية، يتركز حول المشهد الانتخابي القادم وضرورة العمل على اختيار من يساهمون في تحقيق مطالب المواطنين والاستماع إلى انشغالاتهم، وليس الركون إلى الخلافات الجانبية، مثلما حدث خلال عهدة كاملة، زادت من متاعب المواطنين، ولم يجد خلالها المواطن من يستمع إلى انشغالاته.
الانتخاب لدرء الأخطاء السابقة أكد رئيس جمعية شبكة التبادلات متعددة الاختصاصات في ميادين البيئة والتنمية لبلدية القصبة، منصور أوبران ل “المساء”، عن مشاركته في الانتخابات كمواطن أولا، وكعضو فعال في المجتمع المدني قائلا: “بالطبع سأنتخب مثل كل المواطنين، لأننا نطالب بالتغيير الحقيقي والجذري، ونتمنى أن تكتسح الأحزاب السياسة المجالس البلدية حتى يكون لها نفس الحظوظ في الاستحقاقات المقبلة”، وأضاف المتحدث أنه يجب توعية وتحسيس المواطن للإقبال على صناديق الاقتراع بغرض درء الأخطاء السابقة في تسيير العهدة الانتخابية، وعدم العزوف لأن ذلك لا يخدم المواطن ولا يفيده في شيء.
كل الأطياف حاضرة والإدارة مطالبة بحماية أصوات المواطنين من جهته، قال السيد نايت قاسي، رئيس جمعية أحباب القصبة؛ إن كل الأطياف حاضرة في الانتخابات المرتقبة نهاية الشهر الحالي، معتبرا أن الانتخابات فرصة للتغيير ودفع الأمور نحو الأحسن، خاصة بعد الإنسداد الذي تعرضت له بلدية القصبة على غرار العديد من البلديات، سواء من خلال الانسدادات أو المتابعات القضائية المسجلة في العديد من البلديات، وأضاف المتحدث في اتصال ب “المساء”، أن الإدارة تلعب دورا هاما في نجاح الانتخابات المحلية أو فشلها، باعتبار أن التغيير الحقيقي يأتي من أعلى - في إشارة إلى ضرورة حرص الإدارة على حماية أصوات المواطنين- مشيرا إلى ضرورة اختيار المرشحين الأكفاء الذين ليست لهم سوابق سوداء في التسيير، والتي يمكن أن تتصدر قوائم الترشح في كل مناسبة. الاستحقاقات فرصة أخيرة للتغيير أما “نادية” مهندسة معمارية، فأخبرتنا أن الانتخاب واجب وطني، وعلى المواطنين التوجه لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم، لتضييق الخناق على الانتهازيين الذين يستغلون نقص الوعي لدى المواطنين من أجل الفوز بالسلطة، مؤكدة أنها ستمنح صوتها للرجل الذي يستحق أن يكون مسؤولا عن انشغالات المواطنين. من جهته، قال السيد لعموري مصطفى، مواطن ببلدية القصبة؛ إن نجاح الانتخابات المرتقبة نهاية الشهر الحالي مرهون بمبادرة الناخب، باعتباره العنصر الأساسي في العملية الانتخابية، موضحا أن بلدية القصبة مرت برحلة الإنسداد بعد الخلافات التي شهدها المجلس الشعبي البلدي، مما جعل كل المشاريع التنموية تتجمد طيلة أربع سنوات، ومعها مصالح المواطن المغلوب على أمره، مضيفا؛ “لقد واجه المواطنون هذه الوضعية الصعبة خلال العهدة السابقة وهم يأملون اليوم في التغيير لتحسين وضعيتهم المعيشية، موضحا أن الانتخابات المرتقبة فرصة أخيرة للتغيير.