أغلق، أمس، الطلبة المنضوون تحت غطاء الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف (وهران) كل المنافذ المؤدية إلى الجامعة ومنعوا كافة الطلبة من الالتحاق بمقاعد الدراسة، كما منعوا كذلك مختلف العاملين والموظفين من الالتحاق بمكاتبهم، مستثنين من ذلك المديرة ونائبها المكلف بالبيداغوجيا، معللين هذا التصرف بالتنسيق مع المسؤولة الأولى عن الجامعة من أجل طرح مختلف الانشغالات عليها والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها. وحسب العديد من الطلبة المنضوين تحت لواء الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين فإن السبب الرئيسي الذي جعلهم يتخذون هذا الإجراء المتعلق بتعليق الدروس هو الظروف المتردية التي أصبحوا يدرسون فيها ويتلقون فيها التعليم ومختلف المحاضرات، حيث سبق لهم وأن تقدموا إلى الإدارة الحالية من أجل العمل سويا لإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة إلا أن الإدارة لم تجب ولم ترد على مطالب الطلبة، الذين لم يبق أمامهم إلا حلا وحيدا وهو غلق الجامعة ومقاطعة الدروس ومنع العمال من دخولها إلى غاية الاستجابة لمطالبهم، مثلما يقول جل الطلبة المضربين التابعين لفرع الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين. طلبة آخرون من الذين حاورناهم أكدوا أنه كان من المفروض عليهم أن يقوموا بهذا الإجراء مع بداية الدخول الجامعي إلا أنهم فضلوا إعطاء فرصة التعرف على المشاكل المطروحة من طرف الطلبة على الإدارة التي اعتقدت أن التأخر في مناقشة هذه المشاكل من شأنه أن لا يؤثر على الطلبة وبالتالي فلم بيق إلا خيار غلق الجامعة والعمل الجاد على إيجاد الحلول المناسبة ومن المشاكل العويصة التي يرى الطلبة أنها من الأولويات وعلى الإدارة أخذها محمل الجد هي تلك المتعلقة بالجانب البيداغوجي والخاصة بمعايير الانتقال من السنة الأولى ليسانس الى السنة الثانية بالنظام الجديد "ل. م. د«، حيث أن الأمور غير مضبوطة ولا موحدة ما بين مختلف المعاهد التابعين لجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف، حيث أن كل رئيس قسم علمي يعتمد النظام الذي يلائمه ويناسبه وهو الأمر الذي أضر بالطلبة كثيرا وصعب عليهم مهمة التدرج والانتقال إلى المستويات الأعلى زيادة على أنه لا أحد من المسؤولين بإمكانه أن يعطي أي تفسير للطلبة الراسبين حول الطرق التي تم اعتمادها. الطلبة اغتنموا فرصة التوقف الاضطراري لطرح جملة من المشاكل والانشغالات الأخرى مثل انعدام التربصات بالمؤسسات الوطنية وقلة أو ندرة الخرجات العلمية وفقر المخابر للأجهزة العلمية الضرورية في الدراسة والبحث مثل اللوحات الشمسية المعتمدة في المقاييس الخاصة بالطاقة البديلة إضافة إلى قدم العتاد المستعمل في الكثير من التخصصات العلمية، حيث أن طلبة السنة الأولى فيزياء يزاولون دراساتهم باستعمال الكثير من الأدوات التقليدية والقديمة في الأعمال التطبيقية. أما بالنسبة لجانب الخدمات الجامعية فقد طرح ممثلو الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين مشكل انعدام غاز المدينة في جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف وهو ما يؤثر على انعدام التدفئة في المدرجات والمخابر وبالتالي عدم التمكن من تقديم الوجبات الغذائية الدافئة، بل الاعتماد الكلي على الوجبات الباردة في عز فصل الشتاء. أما في الجانب الإداري فتقول رئيسة الجامعة ونائبها المكلف بالجانب البيداغوجي إنها التقت بالطلبة الجامعيين واتفقت معهم على العمل الجدي من أجل التوصل إلى حل ولكن بعد طرح المشاكل المطروحة عليها ومناقشتها مع المسؤولين المحليين وعلى رأسهم والي وهران الذي بإمكانه العمل على إيجاد الحلول المواتية وفي ظرف قياسي، مثلما هو حال انعدام الغاز، الذي هو من صلاحيات مؤسسة سونلغاز ومديرية الطاقة والمناجم، حيث أن سبب انعدام الغاز يعود أساسا إلى قطعه من أجل تجديد القنوات التي لم تعد صالحة ومن ثم فإن الأمر من شأنه أن يأخذ بعض الوقت، كما أن اللجوء إلى هذه الخدمة هو من أجل تفادي الحوادث، التي سبق لها وأن وقعت بجامعة تلمسان وأودت بحياة بعض الطلبة. وفيما يخص قضية انتقال الطلبة من سنة لأخرى فيقول نائب رئيسة الجامعة المكلف بالجانب البيداغوجي إن مسيري الجامعة لا يقومون سوى بعملهم المتعلق بتطبيق القانون ومن ثم فإن تحديد معايير الانتقال واضحة تماما في المرسوم الذي يحدد معايير الانتقال ويمكن لكل الطلبة دون أي تمييز الاطلاع عليه على بوابة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي عبر الشبكة العنكبوتية. ومن ثم فإن كل طالب متحصل على رصيد 60 نقطة ينتقل بقوة القانون أما الطلبة غير المتحصلين على هذا الرصيد من النقاط فيطرح ملفهم على لجنة الإنقاذ التي يخولها وحدها القانون التصرف في الأمر.