لاخلاص من وادي الحراش.. فهو النقطة التي صعب على العاصميين التخلص منها، أو على الأقل هكذا تشير جميع المخططات والأشغال التي أشرفت عليها مكاتب وهيئات دولية وطنية وأجنبية وشرع فيها بشكل جدي منذ ما لا يقل عن العشر سنوات مستهلكة الملايير، ومع ذلك بقي وادي الحراش على حاله تنبعث منه نفس الروائح الكريهة، ونفس الاقتراحات والمشاريع في انتظار ما سيخلص إليه "المخطط الأزرق" المندرج ضمن المخطط الاستراتيجي للعاصمة والذي خصص للوادي ميزانية تفوق 38 مليار دج وتصور مستقبلي حالم عساه يتحقق يوما. وقد فاجأ المخطط الأزرق الذي سطرته مصالح ولاية الجزائر في إطار المخطط الاستراتيجي للعاصمة في آفاق 2029 متتبعيه بتخصيصه لحيز واسع من الاهتمام بغية تهيئة وادي الحراش الذي استنزف لحد الآن ملايير الدينارات ومخططات تهيئة وتطهير لا تحصى إلا أنها انتهت عند بدايتها، ليأتي الدور هذه المرة على المخطط الأزرق عله يخلص العاصمة من مشكل وادي الحراش بعد أن رصد له ما يفوق ال38 مليار دج ستستغل في تهيئة الوادي وإقامة العديد من المشاريع الجوارية بمحيطه منها ستة ملاعب إلى جانب مرافق ذات بعد ثقافي وترفيهي يستفيد منها نحو ثلاثة ملايين مواطن يقطنون بمحيط الوادي وعلى امتداده الذي يتجاوز ال18.2 كلم. وقبل أن يسلم وادي الحراش في شكله الجديد للعاصميين حددت مصالح ولاية الجزائر شروطا لجميع مستغليه خاصة هواة صيد الأسماك، بحيث سيمنع "مستقبلا" استعمال قوارب صيد مزودة بمحركات على اعتبار أن قعر الوادي سيتم رفعه ليتم زرع أنواع متعددة من الأسماك والحيوانات البحرية ناهيك عن غرس ما لا يقل عن 30 ألف شجيرة عبر طول الوادي ومساحات عشبية هامة لتمكين العائلات من الاسترخاء والاستمتاع بجماله. وسيهتم المخطط الأزرق بجانبين هامين لطالما عانت منهما ولاية الجزائر، حسب مدير الري لولاية الجزائر السيد إسماعيل عميروش، وهما دراسة واجهة الجزائر البحرية التي على الرغم من شساعتها وجمالها لا تزال غير مستغلة، بالإضافة إلى تهديدها البيئي قياسا بالزحف غير العادي للبحر على حساب اليابسة بالإضافة إلى مشكل المياه بجميع أشكالها المستعملة منها، الصالحة للشرب، مياه البحر، الجوفية، الوديان.. هذه الأخيرة أي (مياه الوديان) ستحظى بعناية خاصة وميزانية معتبرة على اعتبار أنها مصدر جميع الأمراض والمشاكل الطبيعية والبيئية والكارثية التي عرفتها العاصمة والتي من الممكن أن تهددها مستقبلا. ويشير السيد عميروش إلى أنه في حدود سنة 2016 ستتبدد جميع المخاوف والتهديدات المتعلقة بالفيضانات وذلك بمجرد استلام المشاريع الخاصة بإنجاز المجمعات المائية الضخمة بالإضافة إلى الانتهاء من أشغال تهيئة وادي بوزريعة الذي يشكل التهديد الوحيد لسكان المنطقة والعاصمة إلى جانب الانتهاء من أشغال إنجاز محطات لتصفية المياه المستعملة قبل الانتقال إلى تقنية تصفية المياه الفوق بنفسجية وهي تقنية مكلفة لكنها أكثر نجاعة خاصة بالنسبة للوديان التي تضم بقايا عضوية وكيماوية ثقيلة على غرار وادي الحراش، الرغاية، بابا علي، الرويبة وجسر قسنطينة وهي الوديان الواقعة بمحاذاة مناطق صناعية. كما سيعمل المخطط الأزرق على تطهير شامل لثلاثة وديان رئيسية لا تزال تشكل خطرا وتهديدا صحيا وبيئيا للعاصمة بالإضافة الى كونها منطلقا خصبا للفيضانات والكوارث الطبيعية ويتعلق الأمر بكل من وداي بني مسوس، الرغاية ووداي اوشايح.