محمد ديب واللغة العربية محمد ديب حتى رحيله ظلت العديد من مواقفه مجهولة لدى الكثيرين بل وحاول البعض تسويه مسار الكاتب الكبير بإلصاق التهم والأفكار الجاهزة بمسار واحد من أكبر كتاب الجزائر في القرن الماضي، ومن بين تلك التهم عداؤه المفتعل للغة العربية التي قال فيها "إن أخيلتي وتصوراتي نابعة من اللغة العربية، فهي لغتي الأم، إلا أنها مع ذلك تعتبر موروثا ينتمي إلى العمق المشترك. أما اللغة الفرنسية فتعتبر لغة أجنبية مع أني تعلمت القراءة بواسطتها، وقد خلقت منها لغتي الكتابية". عندما طلبت منه "سوي" تغيير طريقة كتاباته وقع نزاع بين محمد ديب وبين منشورات "سوي" الشهيرة التي طلبت من الكاتب تغيير طريقة كتاباته والتخلي عن طروحاته الفلسفية كي يحظى بإقبال أكبر لدى القراء. غير أن محمد ديب الذي ما كان معنياً مثل بعض الكتّاب المغاربيين المقيمين في فرنسا، بكسب قلوب القراء الفرنسيين وجيوبهم، فضّل بدل تغيير مساره الفلسفي... تغيير دار نشره! هكذا تحدث عن روايته "الدار الكبيرة" رحت أنظر حولي، وبدأت أكتب قصصا درامية منمنمة، وشيئا فشيئا بدأت استجمع كتابي الأول "المنزل الكبير" الذى كتبته على الأقل فى خمس أو ست سنوات قبل نشره عام 1952. وقد صنعته جانبا لأن الأدباء الجزائريين الشباب فى تلك الآونة كانوا يرون استحالة نشر الكتب. محمد ديب رساما محمد ديب لم يكن كاتبا روائيا ومترجما فقط بل خاض في دروب الرسم والتصوير، فقام برسم العديد من اللوحات التي عبّر من خلالها عن أفكار يصعب التعبير عنها بالكتابة وحاز على الجائزة الفرانكفونية سنة 1994 عن سلسلة تلمسان التي تحوي كثيرا من الصور الفوتوغرافية عن معالم تلك المدينة. ومن بين أعماله صور اجتماعية تعبّر عن فنون النسج والطفولة والأعراس واحتفالات المولد في الجزائر وبخاصة في مسقط رأسه مدينة تلمسان. وتعد صور ديب من أهم المراجع التي يمكن أن يلجأ إليها الباحثون في تاريخ تلك المدينة.