رغبة منه في جمع عدد من المطبوعات الجزائرية ونقلها إلى مكتبة جامعة كاليفورنيا، حلّ الأستاذ دافيد هوش مسؤول المجموعات الشرقية بمكتبة جامعة كاليفورنيا ضيفا على الجزائر ونشط بهذه المناسبة محاضرة أوّل أمس بالمكتبة الوطنية تحت عنوان" المجموعات الشرقية في المكتبات الأمريكية، تاريخها، حاضرها، مستقبلها وتحدّياتها". تطرّق هوش في محاضرته إلى بعض مشاريع مكتبة جامعة كاليفورنيا التي تمسّ القضايا العربية من بينها تحضير مؤتمر حول قصبة الجزائر ومؤتمر آخر حول فاس وثالث عن وجود المسلمين والعرب في أمريكا اللاتينية، علاوة على مشروع تدريس اللغة العربية والإسلام في طوري الابتدائي والثانوي في أمريكا، بالمقابل تناول المتحدث العناوين باللغة العربية التي تهتم بها مكتبة كاليفورنيا، فقال أنّ مكتبة كاليفورنيا تضمّ مائة ألف عنوان باللغة العربية ونصف مليون عنوان بمختلف اللغات عن الشرق الأوسط بالإضافة إلى عشرة آلاف مخطوطة من إيران، سوريا وزنجبار، مضيفا أنّه في البداية كان اهتمام المكتبة بالعناوين العربية منصبا على العلوم الإنسانية والاجتماعية بيد أنّه أصبح الآن مركزا على الكتب التي تتعلق بالصحة، الأسرة، البيئة، المرأة، المناهج التعليمية وأدب الأطفال. وتحدّث الأستاذ الأمريكي دافيد هوش باللغة العربية عن وضع المجموعات الشرقية التي تضمّ كتبا باللغات العربية، الفارسية، الأرمينية، التركية والعثمانية في المكتبات الأمريكية سواء كانت في الجامعات الحكومية أو الخاصة أو تلك التي توجد في المراكز الحكومية كمكتبة الكونجرس، فقال أنّه تمّ جمع الكتب والمخطوطات باللغات الشرقية منذ القرن السابع عشر ولكن الاهتمام الفعّال كان في أواخر القرن التاسع عشر حيث أصبحت تدرّس اللغة العربية في 15 جامعة من بينها جامعة بنسلفانيا وميشيغان، مضيفا أنّه بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت دراسات حول قضايا الشرق الأوسط وتأسس معهد خاص لذلك بجامعة شيكاغو علاوة على مؤسّسات أخرى كما مولّت وزارة الدفاع الأمريكية العديد من المشاريع المتعلّقة بتدريس اللغة العربية في أمريكا. من جهة أخرى، تحدّث المحاضر عن الصعوبات التي يواجهها في اقتناء وجمع الكتب العربية خاصة تلك التي تتعلّق بمنطقة المغرب العربي وبالأخص بالجزائر، حيث لم تتمكّن الجامعة من الاعتماد على مندوب يقوم بهذه العملية، مستطردا في قوله" أفضّل في الكثير من الأحيان الانتقال إلى عين المكان والتعامل مع الأشخاص المعنيين والجمعيات والمؤسسات الحكومية وجها لوجه وذلك لمهمة إثراء المجموعات الشرقية لمكتبة جامعة كاليفورنيا"، وفي هذا السياق قام المعني خلال إقامته هذه الأيام في الجزائر بالاتصال بالديوان الوطني للإحصاء الذي قدّم له مطبوعات ومنشورات عن هذا الموضوع، كما زار سابقا اليمن حيث تحصل على 700 عنوان وفي أذربيجان على 500 عنوان. وعن الفهرسة تكلّم أيضا هوش، فقال أنّ 26 مكتبة أمريكية تفهرس باللغة العربية كما أنّ العديد منها يمكن لها الاعتماد على البحث باللغة العربية، بالإضافة إلى فهرسة جامعة كاليفورنيا لعدّة مواقع باللغة العربية تهتم بالتراث والشعر، كما أنّ هناك جامعات أمريكية اختصت بالدرجة الأولى في جمع مطبوعات عن ثقافة واحدة مثل جامعة نبراسكا المهتمة بثقافة أفغانستان. بالمقابل، قال دافيد أنّ عدد دارسي اللغة العربية في الجامعات الأمريكية تضاعف بنسبة 92 بالمائة سنة 2002، فكان سنة 1998عددهم 5500 طالب بينما أصبح سنة 2002، أكثر من 15 ألف طالب، مشيرا إلى تغير مناهج تدريس اللغة العربية في بلاد العم سام حيث يستخدم الأساتذة أفلاما تسجيلية وبرامج تلفزيونية.