تواصل وزارة الثقافة عملية تكريم الأصوات الفنية الجزائرية الرائدة، التي تعتبر نجوما وهاجة في سماء الفن الجزائري على اختلاف طبوعها وأدائها، فبعدما ثم تكريم أعمدة الشعبي والحوزي، جاء دور نجوم الشاوي الذين تألقوا في تقديم ألوان مختلفة خلال مسيرتهم الفنية الحافلة، منها ما تعدى الخمسين سنة على غرار السراوي الجبلي، الشاوي ، الركروكي، حيث أبدعت في ترجمة هذا الفن الأصيل الذي هدهد الرضيع في المهد، وحمل رسالة سامية تقاسمها أفراد المجتمع خلال الثورة التحريرية، حيث كانت الأمهات يرددن أغنية «الحاج لخضر مول الشاش لصفر»، وكذا «خويا المجاهد» التي تقدم بالغايطة الشاوية الرائعة، على وقع الناي والبندير اللذين يعتبران سرا من الأسرار الكبيرة لهذا الفن، علاوة على الأغاني الاجتماعية الهادفة التي قدمها كبار الفنانين على غرار على الخنشلي، عيسى الجرموني، بوزاهر، و محمد اوعمر الاوراسي. الحفل التكريمي بات حدثا مهما يفتح شهية النفوس العاشقة للفن الأصيل على العمل أكثر وتقديم أعمال فنية مختلفة، وكذا التخلص من التعامل بالمثل القائل « كي كان حي مشتاق تمرة وكي مات علقولو عرجون»، ففي كل مرة يحدث فيها تكريم لهذه النجوم اللامعة نشهد بريقا من السعادة والاعتراف بالجميل تترجمه النظرات المشرقة والابتسامة العريضة، علما ان هناك جمعيات ثقافية نشطة في هذا المجال حملت المشعل بقوة ومنها جمعية الألفية الثالثة للممثل سيد علي بن سالم، الذي عمل على تكريم أزيد من 30 فنانا منهم الأحياء و حتى الأموات، في صورة متناهية التناغم في الاعتراف بالجميل وتقدير عطاءات الآخر.