اقتحم المطرب يحيى الخنشلي عالم الفني منذ نعومة أظافره، أولى خطواته الفنية كانت في كنف فوج الأمل للكشافة الإسلامية، حيث كان رئيس فوج كشفي سنة 1982، وواصل نشاطه الفني بمرور السنوات، ليلتحق بقائمة مطربي الشاوي ويختص في أداء العصري منه، حيث سطع نجمه في الأعراس واشتهر محليا. للمطرب يحي الخنشلي ألبومان، وحاليا يستعد لتحضير الثالث الذي أعده من كلماته وألحانه ليكون تكريما للفنانة الراحلة زوليخة.. “المساء” التقته وأعدت هذا الحوار... ”المساء”: هل تظن أن حبك للطابع الشاوي وراء نجاحك؟ يحيى الخنشلي: نعم، بصراحة حبي وحماسي في الصعود بالأغنية الشاوية كان وراء صمودي، لأن الطابع الشاوي عريق وليس من السهل التخصص فيه، ولذلك فأنا أؤمن بأن الأغنية الجزائرية واحدة، ونجاح الطبوع المتنوعة على غرار الطابع الشاوي أو القبائلي أو الترقي هو امتداد لنجاح الفن الجزائري، وفي رأيي، المفترض أن ينجح كل فنان ومطرب في أداء الطابع الخاص بالمنطقة التي ينحدر منها، لنصنع بذلك فخر الجزائر وعزتها ونكون في مستوى من سبقونا إلى الميدان. - وهل مازالت الأفراح الخنشلية محافظة على طبوعها وتقاليدها؟ * نعم لا تزال الأفراح الخنشلية محافظة على تقاليدها، ولا يزال سكان المنطقة ينظمون استعراضات الفروسية يوم الوليمة، مع استدعاء الفرق الشعبية كفرقة الرحابة للغناء والرقص الشعبي، بالإضافة إلى إحياء التقاليد الخاصة كالشعر الشعبي المتداول في الأفراح، وذلك بهدف ضمان تواصل الأجيال وحفظ الموروث المحلي عند الأبناء. - حدثنا عن أعمالك الفنية؟ * أصدرت ألبومي الأول بعنوان “الغربة”، وهو ألبوم متكون من 8 أغان كلها من تأليف الأستاذ عمر جومالي وألحانه، كما يتضمن ألبومي الأول ديو مع المغنية سعاد الشاوية في أغنية “روح يا حامة”، وهي أغنية تتحدث عن الغربة. أما الألبوم الثاني فمن كلماتي وألحاني، يضم 8 أغاني أغلبها خاصة بالأفراح؛ منها أغنية “عريست” وأغنية “يا طفلة علاش تغري بيا” وأغنية “يا بابا”.. كما أطمح للكتابة وأسعى لاستحداث الألحان التي أود أن تبقى مرتبطة بالتراث والرنة الأصيلة التي تطبع الأداء الشاوي القوي، فكلماتي مستوحاة من رحم الواقع، وألحاني تبعث الأمل في المستقبل. - كيف ترى وضع الأغنية الشاوية بعد رحيل أعمدتها؟ * بالرغم من غياب كبار هذا الطابع، على غرار بقار حدة، عيسى الجرموني، الحركاتي، علي الخنشلي، زوليخة وكاتشو وآخرين... إلا أن الأغنية الشاوية لا تزال تفرض نفسها بقوة وسنعمل جاهدين نحن جيل الاستقلال لإيصالها إلى العالمية. - ولكن بعض المصادر تقول؛ إن هذا الطابع مهدد بسبب لجوء بعض الأصوات إلى الروبوتيك وغيرها من التقنيات التي أدخلت على هذا الفن الذي ينتعش في حضرة القصبة والبندير؟ * هي أمور يتعرض لها أي طابع من الطبوع، وسماسرة الفن موجودون في كل الطبوع وأقصد أشباه الفنانين الذي يبحثون عن الربح السريع، وبالمقابل، هناك هامات ترتقي بالفن الشاوي في المنطقة ولا أقصد في خنشلة وحدها، فهناك أصوات نفخر بها ونعيش على وقعها، لأنها فعلا تشكل لنا مدرسة نشحذ عليها أصواتنا على غرار سعيد الموشي في تبسة، والذي ساهم في بناء الموروث التبسي. - هل من مشاريع مستقبلية؟ * أنا بصدد التحضير لشريط ثالث، سأعيد فيه أغنية للفنانة زوليخة (بنت خنشلة)، وستكون هذه الأغنية بمثابة تكريم لها، فقد أعطت للفن الشاوي الصوت وصورة الفنان المثالي الوفي الصادق، والجدير بالذكر أنني انتهيت من كتابة وتلحين الكلمات وسيكون الشريط جاهزا خلال الأيام القادمة. - بم تختم هذا اللقاء؟ * أتمنى للشعب الجزائري، بمناسبة خمسينية الاستقلال، كل الرخاء والاستقرار والازدهار، كما أتمنى أن تلتفت الجهات المعنية إلى تكريم الفنانين في هذا الطابع.