شهدت العديد من ولايات الوطن، أول أمس، تنظيم عدة تظاهرات تخليدا لمظاهرات 11 ديمسبر 1960 شارك فيها مؤرخون ومجاهدون أدلوا بشهاداتهم عن الأحداث، التي أكد بخصوصها وزير الشؤون الدينيةوالأوقاف، بوعبد الله غلام الله، أنها أثبتت للعالم أجمع تمسك الشعب الجزائري بهويته، في حين صرح الأستاذ الغالي غربي من جامعة المدية أن الإحصائيات التي قدمها الأرشيف الفرنسي “مقزمة” فيما يخص عدد الشهداء، مشيرا إلى أن المظاهرات أدت إلى جلب تأييد واسع للقضية الجزائرية في المحافل الدولية. وحسب الأستاذ الغالي غريب فإن تحدث الأرشيف الفرنسي عن وفاة حوالي 300 شهيد في مظاهرات 11 ديسمبر 1960 “مقزمة” مقارنة بما حدث في ذلك اليوم، موضحا في ندوة تاريخية بمتحف المجاهد بالعاصمة أن هذه المظاهرات أدت إلى جلب تأييد واسع للقضية الجزائرية في المحافل الدولية. من جانبها، أدلت المجاهدة والوزيرة السابقة زهور ونيسي بشهادتها، مؤكدة أنها كانت وقتها معلمة بمدرسة في حي المدنية، وخرجت في هذه المظاهرات برفقة العديد من المواطنات إنطلاقا من المدنية وديار المحصول نحو حي بلكور ليتم رفع الشعارات المنددة بالاستعمار والمطالبة بالاستقلال. أما وزير الشؤون الدينية والأوقاف، السيد بوعبد الله غلام الله، فقد أكد أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 أثبتت للعالم أجمع تمسك الشعب الجزائري بهويته وأرضه، مشيرا في محاضرة احتضنها المركز الثقافي الإسلامي بالجزائر العاصمة أول أمس أن تلك المظاهرات كان لها “وقعها الشديد على القوة الإستعمارية”، حيث شكلت “برهانا قاطعا” على أن الثورة مستمرة مثلما كانت “ردا صارما” على الجنرال شارل ديغول “الذي كان مقتنعا باستجابة الجزائريين لمبادرة سلم الشجعان التي كان قد أعلن عنها”. وبهذه المناسبة، حث السيد غلام الله الجيل الجديد من الشباب على الإستلهام من مظاهرات 11 ديسمبر “التي شكلت منعرجا حاسما في تاريخ الثورة المجيدة وقامت على المبادئ التي طالما آمن بها الشعب الجزائري ودافع عنها”، مؤكدا أن هذه القيم مبنية على “حب الوطن والاستماتة في الحفاظ على هويته التي سعى الاستعمار الغاشم على مدار أزيد من 130 سنة إلى طمسها دون جدوى”. من جهتهم، اعتبر المشاركون في أشغال ملتقى وطني حول “المقاومة الجزائرية عبر العصور” نظم أول أمس بولاية سطيف أن الاستعمار الذي ابتليت به الجزائر خلال الفترة من 1830 وإلى غاية الاستقلال كان من “أبشع” أنواع الاستعمار