في إطار فعاليات الطبعة الرابعة للمسرح الأمازيغي بباتنة، تم تناول موضوع المسرح الجزائري إبان الثورة التحررية، حيث تم إبراز أهمية المسرح في تلك الحقبة الزمنية ودوره في الإشهار للقضية الوطنية. وصف الأستاذ عبد الحميد رابية منشط الندوة، حراك المسرح الجزائري حيث تم ابراز إبان الثورة التحريرية ب«الدعامة الأساسية للنشاط السياسي والعسكري“. مضيفا ان توظيف المسرح بني على فكرتين اساسيتين، علاقة المسرح بالثورة بشكل عام، وتقديم مقاربة تطبيقية حول تجربة المسرح الجزائري الذي تدرج في مسار تطوره من الإرهاص بالمقاومة إلى الالتزام بالثورة. استحضر الأستاذ المحاضر النماذج الحية لخيرة رواد المسرحي الذين اسهموا بأعمالهم الجادة الهادفة، على غرار محي الدين بشطارزي ومصطفى كاتب وغيرهما من الذين وضعوا لبنات المسرح الجزائري. وحسب الأستاذ رابية، فإن المسرح نشأ في ظل الحركة الوطنية متشبعا بروح المقاومة، أما بعد قيام ثورة أول نوفمبر 1954، فإن المسرح الجزائري قدم تجربة متميزة في مجال التزام المسرح بالثورة وهي التجربة التي تجلت خاصة في أعمال الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، وفي نشاط الطلبة الجزائريين بتونس، كما تجلت بوضوح في مسرحيات كاتب ياسين الناطقة باللغة الفرنسية، وما قامت به فيما بعد الفرقة من أعمال مسرحية خارج الوطن إيمانا منها بالفكرة من منطلقها. كما نوقشت العديد من القضايا التي لها علاقة بتاريخ المسرج الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية بأبعادها الثقافية والثورية، التي تجلت في نشاط الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني التي كلل نشاطها باستجابة خيرة الفنانين لنداء الواجب الوطني عندما تمت دعوتهم لتونس. من جهة أخرى، وضمن في تقديمه لفقيد المسرح الجزائري مصطفى كاتب والدور الذي لعبه إلى جانب محي الدين بشطارزي في التأسيس للمسرح الجزائري وإرساء قواعده، ضمن تكريمية اقيمت لروح الفقيد، أبرز الأستاذ الباحث الأدرع الشريف، سيرة الفقيد الفنية ونضالاته، مثمنا دوره في بعث الحركية الثقافية في الجزائر، حيث قدم بالمناسبة نماذج لهذا الفنان القدير في كتاب عنوانه „مصطفى كاتب.. من المسرح الجزائري إلى المسرح الوطني الجزائري“، وهو يمثل ترجمة قام بها بمعية مخلوف بوكروح لمقالات وكتابات غير منشورة لمصطفى كاتب. تميز اللقاء بمناقشات هامة مست جوانب الموضوع وتناولت عديد القضايا المرتبطة بتاريخ المسرح الجزائري ودور المرأة الجزائرية خلال الحقبة التاريخية للترويج للقضية الوطنية من خلال رسالة المسرح، مستدلا بنماذج لأعمال الممثلة وهيبة دوراولي، كلثوم التي تعد أول امراة خاضت تجربة المسرح في الثلاثينيات، فوزية، صابونجي ووافية وغيرهن من سيدات الخشبة الجزائرية. الطبعة الجارية فعالياتها إلى غاية اليوم، شهدت لقاءات متميزة وعرفت تنظيم ملتقى علمي تناول موضوع „المسرح الأمازيغي: واقع وتطلعات“، فضلا عن 06 حصص تمت برمجتها بالمناسبة بإذاعة باتنة الجهوية تناولت تاريخ المسرح الجزائري والمسرح الأمازيغي بحثا في سبل تطويره.