أوصى الملتقى العلمي حول “المسرح، الثورة والالتزام”، في نهاية أشغاله مساء أول أمس، ببجاية، النقاد والباحثين بدراسة الأعمال المسرحية الجزائرية المتعلقة بالثورة الجزائرية بما في ذلك الأعمال المنجزة في سياق الاحتفال بخمسينية الاستقلال، ودعا إلى إعادة بعث جائزة مصطفى كاتب للدراسات والأبحاث في المسرح وتنظيمها سنويا لتشجيع البحث في قضايا المسرح. خلصت أشغال الملتقى العلمي، المنظم على هامش المهرجان الدولي الرابع للمسرح، إلى صياغة عدد من التوصيات، فإلى جانب دعوة الباحثين إلى دراسة الأعمال المنجزة في إطار الاحتفال بخمسينية الاستقلال، ومن أجل تمكين الباحثين من الحصول على النصوص ودراستها كان من المهم الدعوة إلى جمع وطبع الأعمال المسرحية الجزائرية التي ترعاها وزارة الثقافة. وأوصى الملتقى بضرورة إطلاق اسم مصطفى كاتب رئيس فرقة جبهة التحرير الوطني على مؤسسة ثقافية هامة بالجزائر تثمينا لجهود المسرحي المتميز وعرفانا بجهوده إبان الثورة التحريرية. وأراد الملتقى أن يوصي المسرحيين عبر العالم بالاهتمام بالقضية الفلسطينية العادلة ونصرتها ومؤازرتها من خلال أعمالهم الإبداعية، بالإضافة إلى مد جسور للتعاون مع هيئات ومؤسسات ثقافية مثل الجامعة في إطار الطبعات القادمة للملتقى قصد إتاحة الفرصة للطلبة والباحثين الأكاديميين للمشاركة والاستفادة من أعمال الملتقى. كما جاء في التوصيات، اقتراح فتح جلسات نقدية لمناقشة الأعمال المسرحية المعروضة في المهرجان بحضور المشاركين في الملتقى العلمي والممارسين والصحفيين وتمكين الجمهور من الحضور والاستفادة من النقاش إلى جانب الدعوة إلى إصدار مجلة دورية متخصصة في الدراسات المسرحية، وإنشاء مكتبة إلكترونية عربية تعنى بجمع النصوص والعروض المسرحية المتعلقة بالقضايا العادلة. كما تم اقتراح موضوع “المصادر الشرقية للتجارب المسرحية” موضوعا للملتقى العلمي القادم على أن تتولى اللجنة العلمية للملتقى صياغة إشكاليته وبلورتها. من جهته، دعا محافظ المهرجان الدولي للمسرح ببجاية عمر فطموش الأكاديميين ليكونوا شركاء إلى جانب المهنيين في تفعيل المشهد المسرحي وتوجيهه من الناحية الفنية والأكاديمية ليكون صحيحا. وشهد اليوم الأخير من الملتقى، طرح نماذج تطبيقية تمت معالجتها وفق مناهج تحليلية مقارناتية، صبت في مجملها في سياق البحث في جدلية تفاعل الفن مع الالتزام. وكانت تجربة المسرح الجزائري، نمودجا عالج من خلاله الدكتور حسن تليلاني في مداخلته “مسار خشبة الجزائرية من الإرهاص بالمقاومة إلى الالتزام بالثورة”، وبنى دراسته على فكرتين رئيسيتين، ويتعلق الأمر بإبراز علاقة المسرح بالثورة بشكل عام من جهة وتقديم مقاربة تطبيقية حول تجربة المسرح الجزائري الذي تندرج في مسار تطوره من الإرهاص بالمقاومة إلى الالتزام بالثورة. وحاول الدكتور هايل علي احمد المدانب من اليمن، في دراسة مقارنة الإلمام بالأبعاد الجوهرية للقضية الفلسطينية في مسرحيات “تاج البندقية” لشيكسبير و«شيلوك الجديد” لعلي احمد بكثير و«حنبعل” لتوفيق احمد المدني، حيث استند المتحدث إلى أساس موضوعي القضية الفلسطينية وتناول الأبعاد الجوهرية لها في هذه المسرحيات، في محاولة منه لإظهار البعد الإنساني والجوهري للقضية الفلسطينية والذي يتجسد حسب الدكتور من خلال إبراز التقارب بين الغايات القصوى التي رمت اليها المسرحيات كقضايا قومية تتباين من حيث وسائل التعبير واللغة. فيما طرح الناقد الفلسطيني نادر القنة في مداخلته موضوع إيديولوجية الثورة والمقاومة في النموذج المسرحي الفلسطيني، مستعرضا المسار الإيديولوجي للمسرح الفلسطيني مع تعدد حركات النضال الفلسطيني في مقاومة الكيان الصهيوني، حيث تعددت الانتماءات الايديولوجية الفصائلية في مواجهة هذا الاحتلال، وهو ما ترك آثرا واضحا على الوضع الثقافي الفلسطيني في صياغة أدب نضالي ملتزم بالايديولوجية الحزبية التي شكلت حسبه فخا في التجربة المسرحية النضالية، فصار الانتماء للحزب والايدولوجيا أعلى من الانتماء للقضية المحورية. مبعوثة “المساء” إلى بجاية: دليلة مالك