قال المخرج السوري جود سعيد، أن السينما العربية تعرف مأساة حقيقة بسبب تدخل أطراف سياسية في إقصاء الأفلام السورية من المهرجانات السينمائية ذات الطابع الدولي. موضحا أن إدارة مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة لا شأن لها في استبعاد ثلاثة أفلام سورية وإنما لدواع سياسية. أكد المخرج المشارك بفيلم “صديقي الأخير” ضمن منافسة فئة الأفلام الطويلة، أول أمس بوهران، خلال ندوة صحفية جمعته مع مواطنه المخرج غسان شميط، أن هذه المأساة بدأت مع مهرجان القاهرة في دورته الأخيرة، وانتقلت العدوى إلى مهرجان دبي السينمائي، ونوه بمهرجان وهران للفيلم العربي الذي اعتمد على مقاييس إبداعية وفنية في اختيار الأفلام، داعيا إلى الكف عن هذه المقاربة باستسهال رمي التهم قبل مشاهدة المنتوج السينمائي. من جانبه، أكد المخرج غسان شميط بخصوص الإنتاج السينمائي في سوريا، أنه يعاني من جملة من المشاكل منها افتقارها لقاعات العرض، ووقوع السينما ضحية السلطات الوصية بالبلاد، مشيرا إلى أن القطاع الخاص أنقذها بإنجاز بعض الأفلام، وعبر عن أمله في أن تكون أعمال مشتركة للنهوض بالسينما العربية. وأضاف أن سوريا من 1963 إلى 2010 أنتجت 53 فيلما سينمائيا، وأنه في السنتين الأخيرتين أصبحت تنتج أضعاف ما كان من خلال هيئتها الوحيدة المسماة المؤسسة العامة للسينما السورية، وأن التمويلات التي تأتي بشكل وافر من قطر والإمارات العربية المتحدة جاءت بسبب شهرة الممثلين السوريين في الدراما التلفزيونية، مشيرا إلى أن العمل المشترك مع بلدان المغرب العربي ليس خصبا بسبب البعد الجغرافي، على حد قول شميط. من جهة أخرى، دعا مخرجون فلسطينيون، خلال ندوة صحفية نظمت مساء الأربعاء بوهران، الدول العربية والحكومة الفلسطينية، إلى تمويل إنتاج أفلام تساهم في الدفاع عن قضيتها، معتبرين أن صورة فلسطين لا تظهر كاملة للعالم في قاعات السينما بسبب تمويلها من طرف الكثير من الدول الغربية. وقالت المخرجة الفلسطينية بثينة الخوري، أن السينما الفلسطينية انطلقت مع انتفاضة 1987. مشيرة إلى أن شباب اليوم بات مهتما بالسينما أكثر من أي وقت مضى، حيث يعرف إنتاج الأفلام تزايدا ملحوظا رغم قلة الإمكانيات المادية. مبدية تأسفها من إنتاج معظم الأفلام الفلسطينية في الخارج نظرا لنقص قاعات العرض، حيث لم يتبق منها إلا واحدة بعد أن دمرها الاحتلال الصهيوني، وبسبب هذا الوضع تعرض معظم الأفلام في الخارج. وأشارت المتحدثة إلى أن الصورة التي ترسم عن واقع فلسطين الداخلي لا تكون في اغلب الأحيان كاملة لأنها تمول من طرف الدول الأوربية. مطالبة الدول العربية بإنشاء جهاز يمول الأفلام السينمائية، ودعت الحكومة الفلسطينية إلى الاهتمام بالسينما كونها تلعب دورا جوهريا في نصرة القضايا العادلة. ويأمل المخرج عبد السلام شحادة في أن تقوم الدول العربية في تمويل الأفلام الفلسطينية ودعمها. مسترسلا “المهم أن صورة فلسطين تظهر على الشاشات فلا يهم من يمولها”. مبعوثة “المساء” إلى وهران: دليلة مالك