هو أحد المنشدين الملتزمين الذين يتضح لك على الفور امتلاكهم للحس التربوي، يأسرك بأخلاقه وحسن تعامله، التقيناه بالمهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي، إنه المنشد غسان أبو خضرة الذي أجرينا معه الحوار الآتي: هل لنا أن نتعرف أكثر على المنشد غسان أبو خضرة؟ غسان أبو خضرة : من مواليد أول جانفي 1976 بعمان بالأردن، الأصل من فلسطين (الخليل)، أقيم بعمان حالياً، متزوج ولدى أربعة أولاد، حاصل على إجازة في القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، حاصل على شهادة في المسابقة القرآنية من ملك ماليزيا وشهادة من شيخ الأزهر في المسابقة القرآنية، لدى تسجيل كامل للقرآن الكريم، عملت إماما في المركز الإسلامي في ديترويت (الولاياتالمتحدةالأمريكية) وأيضا في باريس (فرنسا) وكندا.
حدثنا عن بدايتك في عالم الإنشاد؟ بدأت مشواري الإنشادي سنة 1995 مع فرقة الهدى الدولية بقيادة المنشد محمد أبو راتب، أديت معها عدة أناشيد منها لحن وجرح، أول الغيث، مسيرة الخلود وغيرها من الأناشيد، ثم أصدرت أول ألبوم لي وكان بعنوان ”ترانيم قلب”، تبعته ألبومات أخرى على غرار ”نسائم الروح”، ”هذا اللقاء” ”ودع الأيام” وغيرها من الألبومات التي لقت صدى كبير في أوساط الشباب العربي.
هل هذه أول مشاركة لك في الجزائر؟ لا، ليست الأولى، فقد قمت بإحياء عدة حفلات إنشادية في عدة ولايات آخرها بتلمسان بداية السنة.
وهل قمت بجولات إنشادية خارج الأردن؟ بالفعل، قمت بعدة جولات حيث أحييت عدة حفلات دينية في عدة مناسبات، وهذا بكل من ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، هولندا، إسبانيا، السويد، بلجيكا، بريطانيا، سويسرا، أستراليا، ماليزيا، البحرين، قطر، مصر، السعودية، المغرب وأنا الآن في الجزائر، وهذا شرف كبير لي أن أحيي حفلا وسط أهلي وأحبابي الجزائريين الذين لديهم مكانة خاصة في قلبي.
يقال - عن الفرق الإنشادية - همّ رئيس الفرقة الحصول على المال، وهمّ أعضائها الحصول على الشهرة، ما مدى صحة هذا الكلام؟ هذا كلام غير صحيح، لأن الهدف الأول للفرقة هو إيصال الفن الإسلامي لأنه في حد ذاته رسالة، التي يجب أن تكون هادفة في مضمونها حتى تستطيع أن توصلها إلى الناس غير الملتزمين، أو حتى الناس الملتزمين، بدل أن يسمعوا كلاماً ماجناً أو كلاما لا معنى له.
هل تعني أنك لا تطلب أي مقابل مادي عن أعمالك؟ لنكن واقعيين، المادة ضرورية للفرق الإسلامية، لأني إذا خرجت لمهرجان، وأنت لم تساندني ولم تعطني حقي أو تكاليف سفري وإقامتي، بصراحة، المرة القادمة لن ألبي لك الدعوة، أنا لا أطلب منك مبلغا لا تستطيع أن تفي به، بل أطلب مقابلا معقولا، لا بد من الجانب المادي حتى يستمر العطاء والعمل، لأني إذا ما أخذت أجرا ماديا فربما لا أستطيع بصراحة أن أنزل ألبوما إلى الساحة الفنية، وربما أنت لم تكن قد سمعت عن غسان أبو خضرة، لأني بالمادة أستطيع أن أتحرك وأنتج، إذن فالمطلوب للمنشد مبالغ مادية ضمن المعقول حتى يستمر في عطائه.
مَن هم المنشدون المفضلون لدى غسان أبو خضرة؟ كل إنسان يمتلك هدفا دعويا، ويمتلك صوتا جميلا وأشعر بإخلاصه أحبه، مثل الترمذي، أبو دجانة، أبو مازن، والأستاذ أبو الجود.
يبدو أنك معجب بإنشاد الطبقة الأولى والثانية من المنشدين، أو المنشدين الأوائل؟ يعجبني أبو دجانة برسالته، ويعجبني أبو مازن بكلماته، وأبو الجود، هؤلاء عرفوا بمنشدي الدعوة، وأنا تربيت على أناشيدهم في بدايتي منذ الصغر.
وماذا عن المنشدين الجدد؟ المنشدون الجدد مثل الشيخ مشاري راشد العفاسي، أرى أن السمة التي لديه توحي بأنه صاحب رسالة دعوية، وغيره كثير، أعرفهم، وأسأل الله لهم الثبات والقبول أولا وآخرا.
وكيف تصف علاقتك بالمنشدين؟ كل المنشدين أحبابي في الله، ولي علاقة بمعظمهم، وأنا بطبعي لا أبغض أي إنسان بفضل الله، وكلهم أصدقائي، والتقيت بهم كثيرا أمثال أبو راتب، أبو الجود، سمير البشيري، والشيخ مشاري أيضا التقيت به في أمريكا، كنت إماما في المركز الإسلامي، ووجهوا له دعوة فجاء وزارنا، أعرف تقريبا ثلاثة أرباع المنشدين على الأقل، وبعضهم أتواصل معه، والبعض الآخر أراه في المناسبات فقط.
كلمة أخيرة... أولا أهنأ الشعب الجزائري بخمسينية الاستقلال، وأشكر محافظة المهرجان على دعوتها لي، وأشكر الجمهور الذي كان حاضرا وتجاوب معي، كما لا يفوتني أن أشكركم على هذه الالتفاتة.