أكد حلف الناتو، أمس، أنه لا توجد هناك أية مفاوضات جارية على مستوى المنظمة الأطلسية حول إمكانية مشاركة قوة دولية في العملية العسكرية المتوقعة في شمال مالي لتحريره من قبضة المسلحين الإسلاميين. وقال مسؤول بحلف الناتو رفض الكشف عن هويته، أمس، أنه "لا يوجد هناك أي طلب أو محادثات حول دور محتمل للناتو في مالي"، وأضاف أن "الناتو غير متورط في الأزمة المالية". وجاءت تصريحات المسؤول الأطلسي غداة إعراب رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس البنيني توماس بوني ياي عن رغبته في أن يلعب حلف الناتو دورا في تسوية هذه الأزمة. وكان أندرس فوغ راسموسن، الأمين العام للمنظمة الأطلسية، قد قال إن هذه الأخيرة لا تنوي التدخل في مالي رغم أنه أكد أن "الوضع في شمال هذا البلد يشكل مصدر قلق خطير" لكل الدول ال 28 الأعضاء في الحلف لأنه -كما قال- "يهدد أمن واستقرار البلاد والمنطقة وحتى خارجها". ورحب راسموسن باللائحة الأخيرة التي تبناها مجلس الأمن الدولي حول مالي والتي تخول التدخل العسكري في الشمال، كما رحب أيضا بقرار وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بتشكيل بعثة لتكوين القوات المالية. وكان الرئيس المالي بالوكالة ديوكوندا طراوري أكد نهاية العام الماضي أن بلاده تحضر لشن الحرب ضد الإرهابيين في أقرب وقت ممكن، في وقت شرع فيه الجيش المالي في تعزيز قواته بوسط البلاد للتصدي لأي تقدم محتمل للجماعات المسلحة المسيطرة على الشمال نحو مدن الجنوب والعاصمة باماكو. وقال مصدر عسكري في الجيش المالي إن "قواتنا الموجودة بموبتي تلقت تعزيزات إضافية أي ما هو ضروري لضمان أمن السكان ومواجهة العدو". وكان الجيش المالي قد لجأ في اليومين الماضي إلى إطلاق طلقات نارية تحذيرية ضد المسلحين الإسلامويين الذين قال إنهم كانوا يتقدمون نحو المدينة الواقعة وسط البلاد لكنهم اضطروا بعدها للتراجع. وأمام بقاء مدن الشمال في قبضة الجماعات المسلحة، خرج المئات من المتظاهرين، أمس، في العاصمة باماكو ومدينة كاتي للمطالبة بمشاورات حول المرحلة الانتقالية في البلاد وتحرير الشمال ورحيل الرئيس الانتقالي ديكوندا طراوري. ونظم متظاهرون اعتصاما بساحة الاستقلال بقلب العاصمة باماكو أضرموا خلاله النيران في العجلات المطاطية، مما تسبب في اضطرابات في السير، ورددوا شعارات تطالب في تنظيم يوم وطني للتشاور سريعا لبحث خارطة طريق المرحلة الانتقالية وتحرير مدن الشمال.