يلتقي غدا ممثلون من روسيا والولايات المتحدة بالمبعوث الدولي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي بمدينة جنيف السويسرية في مسعى آخر لبحث سبل تسوية الأزمة السورية التي طال أمدها وتحولت إلى مستنقع زكمت رائحته العفنة أنوف الجميع. وسيكون الطرف الأمريكي ممثلا بوليام بورنس، مساعد الدولة الأمريكية، بينما يمثل الجانب الروسي، مخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية. وقالت روسيا إنه سيتم خلال اللقاء الأخذ بعين الاعتبار بعض الأفكار التي طرحها الرئيس السوري في خطابه الأخير الذي ضمنه مبادرة لتسوية الأزمة رفضتها المعارضة والدول الداعمة لها بينما أيدتها إيران. ويأتي اللقاء في وقت راجت فيه شائعات عن وجود اتفاق مشترك أمريكي-روسي من أجل إيجاد مخرج للأزمة يتضمن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، لكن بعدها خرج وزير الخارجية الروسي للقول إن الرئيس الأسد ليست لديه أية نية في التنحي من السلطة. وكان اللقاء بين المبعوث الدولي المشترك والمسؤولين الأمريكيين والروس قد أثير الأسبوع الماضي بواشنطن بعد أن أعلن الإبراهيمي أنه تقدم بمقترح جديد لاحتواء الوضع الدامي في سوريا. والسؤال المطروح أي جديد يمكن أن يخرج به اللقاء في ظل استمرار تباعد الرؤى في المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل احتواء الأزمة السورية، خاصة فيما يتعلق بشرط رحيل الأسد الذي ترفضه الأولى وتصر عليه الثانية؟ ثم إن هذا اللقاء الثلاثي يأتي غداة اقتراح الرئيس السوري لمبادرة تسوية تتضمن فتح حوار مع كل قوى المعارضة باستثناء تلك التي وصفها بالعميلة للخارج في إشارة واضحة إلى ائتلاف المعارضة السورية الذي يضم العديد من القوى المناهضة لنظام الحكم القائم في دمشق والمطالبة برحيله. والمؤكد أن مهمة الإبراهيمي ستكون صعبة في إقناع الطرفين بتقديم تنازلات للتوصل إلى رؤية توافقية لاحتواء وضع دام تعدى كل الخطوط الحمراء بعد أن بلغت حصيلة القتلى 60 ألف قتيل ناهيك عن الوضع الإنساني المتفاقم الذي خلفه تزايد عدد اللاجئين السوريين الفارين من جحيم حرب يدفعون ثمنها يوميا بسقوط المزيد من القتلى. وأمام تفاقم الوضعية الإنسانية في سوريا، أكد برنامج الغذاء العالمي أن حوالي 5ر2 مليون شخص في البلد بحاجة إلى مساعدات غذائية ويعانون من نقص الغذاء بسبب النزاع الدائر في البلاد. وقالت اليزابيث بيرس المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي إن الشريك الرئيسي للوكالة الأممية وهو الهلال الأحمر السوري لم يعد قادرا على تلبية كل مطالب المحتاجين، مضيفة أن المساعدات الغذائية من البرنامج تصل إلى المناطق التي تقع تحت سيطرة الحكومة والمعارضة على السواء، غير أنه توجد بعض المناطق المتأثرة بأعمال لا يمكن لأحد الوصول إليها لإمداد سكانها بالغذاء. وأشارت إلى أنه في أكتوبر الماضي تلقى برنامج الغذاء العالمي طلبا من الهلال الأحمر السوري بارتفاع أعداد المنتفعين من برنامج الغذاء من 5ر1 مليون شخص إلى 5ر2 مليون شخص ورغم ذلك لم يتمكن برنامج الغذاء العالمي من مواصلة إمداد المساعدات بالصورة المطلوبة نظرا لنقص الشركاء المنفذين والمساهمين على أرض الواقع. ونظرا لتفاقم وضعية اللاجئين، أطلق أكمل الدين إحسان أوغلو، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، أمس، نداء عاجلا للدول الأعضاء في المنظمة والمنظمات غير الحكومية الإسلامية العاملة فيها في مجالات الإغاثة وكافة منظمات المجتمع الدولي ل "المسارعة في مد يد العون للاجئين السوريين في الأردن في ظل الظروف المناخية الصعبة التي يمرون بها هناك. وقال إن "الدول الإسلامية والمنظمات الإنسانية وجميع المنظمات الدولية عليها مسؤولية لا تنتظر التأجيل للوقوف بجانب اللاجئين السوريين المتضررين من السيول والرياح التي اجتاحت خيامهم". من جهة أخرى، شرعت السلطات السورية، أمس، في إطلاق سراح 2130 معتقلا مدنيا في مختلف مدن البلاد مقابل إفراج الجيش السوري الحر عن 48 رعية إيرانية كانت محتجزة لديه منذ مدة. وقالت سركان نرجس، المتحدثة باسم المنظمة الإنسانية الإسلامية، وهي منظمة تركية غير حكومية، إن "الإفراج عن هؤلاء هو ثمرة المفاوضات التي قادتها منظمتنا منذ أشهر في إطار سياسة الدبلوماسية المدنية".