أكد الأخضر الإبراهيمي، الوسيط الدولي والعربي المشترك في الأزمة السورية، أمس، أن لديه مقترحا لتسوية سياسية لاحتواء الوضع الدامي في سوريا يمكن أن يحظى بموافقة كل أطراف المجموعة الدولية. وجاءت تصريحات الإبراهيمي خلال وجوده، أمس، بالعاصمة القاهرة، التي وصل إليها قادما من العاصمة الروسية، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين الروس حول آخر تطورات الأزمة السورية وسبل احتوائها. وقال الإبراهيمي خلال لقائه نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية بالقاهرة، “لقد تحدثت حول هذا المخطط مع روسيا وسوريا... وأعتقد أن هذا المقترح سيحظى بقبول المجموعة الدولية”. وعاد الدبلوماسي الجزائري ليؤكد أن الوضعية في سوريا “جد خطيرة وتتدهور كل يوم” إلى درجة أنه حذر من أنه في حال انعدام حل سياسي للمعضلة السورية فإن مصير هذا البلد سيكون مثل الصومال يتحكم فيها أمراء الحرب، وهو الذي سبق له وأن حذر من أن أمام سوريا خيارين لا ثالث لهما، إما التوافق على حل سياسي لاحتواء هذا الوضع الدامي وإما سيكون مآل هذا البلد “الجحيم”. ولم يكشف الوسيط الدولي المشترك عن كل تفاصيل مقترحه الجديد، لكنه اكتفى بالقول إنه مبني على أساس إعلان جنيف، الذي نص على وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة بصلاحيات كاملة ومخطط لتنظيم انتخابات رئاسية أو برلمانية. ويعمل الإبراهيمي ومعه روسيا على إحياء اتفاق جنيف، الذي توصلت إليه المجموعة الدولية نهاية جوان الماضي وتضمن تشكيل حكومة مؤقتة لتسيير المرحة الانتقالية في سوريا دون أن يشير إلى مصير الرئيس بشار الأسد. لكن المقترح رفضته المعارضة السورية، التي تصر على رحيل الرئيس الأسد المصر بدوره على البقاء في منصبه لآخر لحظة، وهنا يكمن مربط الفرس، فلا السلطة السورية تريد تقديم تنازلات ولا المعارضة أيضا، مما يجعل مهمة الإبراهيمي في إقناع الفرقاء السوريين بمخططه الجديد جد صعبة إذا لم تكن مستحيلة على الأقل في الوقت الراهن. والمؤكد أن الإبراهيمي سيطالب الدول الفاعلة أو بالأحرى العواصم الدولية التي يمر عبرها مفتاح حل الأزمة السورية بالرمي بكل ثقلها على الفرقاء السوريين لإقناعهم بتقديم تنازلات والقبول بهذا المخطط الذي قد يكون الفرصة الأخيرة لتسوية سلمية لنزاع دام طال أمده وتعدى كل الخطوط الحمراء. تزامنا مع ذلك، يبقى الوضع الميداني يراوح مكانه في ظل استمرار عمليات القصف والمعارك بين القوات النظامية وتلك المنشقة عنها، مما يرفع حصيلة الضحايا التي تخطت عتبة ال 45 ألف قتيل. وفي السياق، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري قصف، أمس، حيين بمدينة حمص الواقعة وسط البلاد بعد أن تمكن مساء أول أمس من فرض سيطرته على جزء من هذه المدينة إثر هجوم تسبب في سقوط عشرات القتلى. وقال المرصد السوري إن الأحداث العنيفة تأتي بعد يوم دام راح ضحيته ما لا يقل عن 200 قتيل من بينهم 23 طفلا سقطوا جلهم في محافظتي حلب الشمالية ودمشق.