شهد القطاع الصحي بولاية سيدي بلعباس خلال السنوات الأخيرة، قفزة نوعية من حيث الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، من خلال إنجاز العديد من العيادات متعددة الخدمات وقاعات العلاج الجوارية، تندرج في إطار تحسين وتقريب الخدمة الصحية من المواطنين. كشف مسؤول من المديرية الولائية للصحة عن استفادة هذه الأخيرة من ثلاثة مشاريع هامة، رصد لها غلاف مالي يقارب 600 مليار دينار، وذلك ضمن البرنامج التكميلي لدعم النمو، في الوقت الذي كشف فيه ذات المسؤول، أنه من المقرر أن يدخل قريبا المستشفى الذي تدعمت به بلدية رأس الماء الواقعة في الجنوب الولائي حيز الاستغلال، علما أن هذا الإنجاز يتضمن عدة مرافق صحية هامة على شاكلة جناح الاستعجالات الطبية، التوليد، طب الأطفال وكذا قاعة للأشعة، زيادة على مخبر ومصلحة حديثي الولادة بطاقة استيعاب مقدرة ب 60 سريرا.
مراقبة ميدانية للعيادات وإرغامها على احترام المقاييس الصحية من جانب آخر، أكد المسؤول أن المديرية الولائية باعتبارها ممثلا عن الوزارة، تسهر على متابعة عمل العيادات الخاصة عن طريق دفعها لاحترام دفتر الشروط الذي يلزمهم باحترام المقاييس الصحية، حسبما تحدده نصوص القوانين السارية، وفي حالة تسجيل تجاوزات، يتم اتخاذ عقوبات صارمة ما بين الغلق أو إلغاء الاعتماد، موضحا أن العقوبة تكون بقرار من وزارة الصحة، في حين يبقى دور مديرية الصحة، القيام بكشف المخالفة وتقديم تقارير بشأنها للوزارة الوصية. وبالرغم من كل هذه المشاريع التي تعتبر مكسبا للولاية، إلا أن المرضى لا يزالون يشكون عدة مشاكل، منها البرنامج المكثف للعمليات الجراحية التي يشرف عليها طاقم الجراحين بالمؤسسة الاستشفائية، وكذا نفاذ مخزون الدم ومادة التخدير، الأمر الذي يضطر المرضى، لاسيما الذين يتواجدون في حالة حرجة، التوجه إلى العيادات الخاصة التي تحولت مع مرور السنوات إلى مراكز تجارية، همها الوحيد كسب المال على حساب المرضى الذين أجبرتهم الظروف على طلب العلاج بها.
استحسان تقريب الخدمة الصحية من عائلات المناطق النائية ومن جهتهم، أكد سكان عدة مناطق نائية بالولاية أن التكفل الصحي بقاعات العلاج والعيادات متعددة الخدمات، ساهم في التقليل من متاعب التنقل نحو البلديات المجاورة، بالرغم من النقص المسجل على مستوى الأجهزة، وكذا في التأطير الكافي لضمان المداومة الطبية، وهي المعادلة التي دفعت بمسؤولي القطاع للتأكيد على أن دعم الموارد البشرية أصبح أولوية ملحة على مستوى المناطق النائية، باعتباره عاملا فاعلا لتحسين الصحة الوقائية والجوارية.
نقص اليد المؤهلة وكثرة الأعطاب يرهنان استعمال السكانير كما اشتكى جمع من المواطنين الذين التقيناهم، من التعطل المتكرر لجهاز السكانير بمتشفى عبد القادر حساني، مما يدفع المرضى إلى التوجه نحو العيادات الخاصة بمبالغ باهظة. وأرجع مسؤول بالمستشفى ذلك للضغط الذي يعرفه هذا الجهاز، وهو الوحيد الذي كان يلبي حاجيات المرضى مجانا على مستوى ربوع الولاية، وموازاة مع هذا، لا يزال غياب المختصين الذين من شأنهم الإشراف على عملية تشغيل جهاز السكانير الذي استفادت منه المؤسسة العمومية الاستشفائية بدائرة تلاغ الواقعة أقصى جنوب الولاية منذ أكثر من سنتين، يرهن دخول هذا الجهاز قيد الاستغلال.