بلغ عدد المرضى الذين اجتازوا الكشف بواسطة جهاز السكانير بالمستشفى الجديد لسكيكدة خلال السنة الماضية 500 شخص، وهو ما يعادل كشف عن مريض واحد في اليوم. وجاءت هذه الإحصائيات لتكشف حقيقة الخدمات العمومية التي تقدمها للمواطنين والتي توصف من طرف الجمعيات والتنظيمات الناشطة في حقل الصحة والشؤون الاجتماعية بالولاية بأنها الأسوأ على المستوى الوطني. ولا يوظف جهاز السكانير الوحيد في القطاع الصحي العمومي بالولاية منذ بداية جانفي من السنة الماضية بشكل جيد، وتثار حوله احتجاجات وشكاوى عديدة وجهت إلى إدارة المستشفى وإلى المديرية الولائية للصحة العمومية وحتى إلى الهيئات المركزية بالوزارة. وأمام رداءة الكشف بجهاز السكانير بالمستشفى، يضطر مرضى الولاية إلى التنقل إلى المستشفيات الجامعية بولايات عنابة وسطيف وقسنطينة لإجراء الكشوف، في حين يفضل ذوو الإمكانيات المادية القيام بعملية الكشف في العيادات الطبية الخاصة التي يمتلك أغلبها هذا الجهاز. والمفارقة الغريبة أن عيادة طبية خاصة صغيرة تتوفر على هذا النوع من الأجهزة، في حين ما زالت كل مستشفيات الولاية محرومة منه على الرغم من أهميته ودوره في التقليل من حجم الكشوف العادية، وكذلك وضعيته الفعالة في التوصل إلى حقيقة المرض. وفي سياق متصل، تحمّل جمعيات ناشطة في مجال الصحة العمومية المديرية الولائية للصحة منذ مدة المسؤولية في تردي وضعية الصحة بالولاية والتي توجد في مؤخرة ولايات الوطن، في الوقت الذي تعاني الولاية من نقص فادح في الأطباء الخواص في كل التخصصات ونقص كبير في وحدات العلاج على مستوى المدن والأرياف، وقلة التجهيزات الطبية وقلة عدد العيادات المتعددة الخدمات بالمدن والبلديات الكبرى وخاصة العيادات الريفية للولادة التي تلح عليها البلديات بشدة منذ مدة.